الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شرح كتاب الآجرومية
97643 مشاهدة
العلامة الثالثة: الفتحة

...............................................................................


أما الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف، وهو الاسم الذي فيه مانع من موانع الصرف، وذكروا أن موانع الصرف تسعة، وجمعها بعضهم بقوله:
اجْـمَعْ وَزِنْ عَـادِلًا, أَنِّـثْ بِمَعْرِفَـةٍ
رَكِّبْ وَزِدْ عُجْمَةً فَالْوَصْفُ قَدْ كَمُـلَا
فقالوا: منها صيغة منتهى الجموع، نحو مصابيح، لا تقل: جلست في مصابيحٍ- ثقيلة !- بل يقال: في مصابيحَ. قرأت على قناديلَ - جمع قنديل: وهو السراج، وكذلك المساجد، إذا قلت مثلا: دخلت في مساجدَ، فلا تقل: مساجدٍ؛ لثقله. هذا يسمى جمعا.
وكذلك إذا كان الاسم على وزن الفعل: فتقول عند أحمدَ، وهذا من يزيدَ، يزيد لا ينصرف، وأحمد لا ينصرف؛ لأنه على وزن الفعل.
وكذلك تسمعون قولهم: عن عمرَ وعند عمرَ، عمر لا ينصرف لأنه معدول عن عامر.
وكذلك إذا كان مؤنثا مثل: يروون عن عائشةَ، ولا يقولون: عن عائشةٍ، هذا مؤنث لفظي ومعنوي.
وكذلك المؤنث لفظيا: عن طلحةَ، وعن حمزةَ، وعن سَمُرَةَ، وعن سَلَمَةَ، هذه أسماء رجال، ولكنها مؤنثة تأنيثا لفظيا، فَتُلْحَقُ بالمؤنث الذي لا ينصرف. وأما المؤنث الذي ليس مؤنثا لفظيا، ولكنه مؤنث حقيقي، فمثل زينب، عن زينبَ، لا ينصرف. الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة، فتقول في: عن زينب: مجرور وعلامة جره الفتحة بدلا عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف. وهكذا بقية ما لا ينصرف.