تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شرح كتاب الآجرومية
97579 مشاهدة
النوع الثالث: النكرة غير المقصودة

...............................................................................


الثالث: النكرة غير المقصودة، يعني نكرة لم تقصد بعينها، فمثل هذا منصوب. أنت تسمع مثلا الخطيب في خطبته؛ يخاطب فيقول مثلا: يا غافلا انتبه، يا معرضا عما أمر به. كلمة غافلا ما قصد بها هذا ولا هذا، قصد نكرة غير محددة ولا معينة؛ فهذا يقال له نكرة غير مقصودة. لو أن إنسانًا مثلا ضريرًا في طريق يدعو من يأخذ بيده فيقول: يا عابرًا خذ بيدي، يا رجلا دلني؛ لا يقصد شخصا بل يقصد غير معين. يقصد إنسانا مارا بالطريق عابر سبيل؛ يا عابرا، يا سائرا. فكذلك أيضا، وإذا سمعت مثلا خطيبا يضمها فإن ذلك لحن. لو قال مثلا بعض الخطباء قد يقول: يا معرضٌ عما خلق له، أو يقول: يا غافلٌ عن الآخرة، يا تائهٌ؛ هذا كله لحن، الخطاب لغير محدد. أنت مثلا تذكر وتقول: يا تائها في غفلاته، يا ساهيا في لهواته، يا منشغلا بدنياه. كل هذه منادى ولكنه غير مقصود فينصب. هذا هو الثالث.