شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح كتاب الآجرومية
97640 مشاهدة
النوع الخامس: المضاف إلى واحد مما سبق

...............................................................................


يقول: منها مثلا الضمير في هم، ومنها اسم الإشارة؛ مثل ذا وذي وذه وتي وتا وتين وما أشبهها، ومنها أسماء الأعلام؛ كزيد وهند وسعد وعائشة ونحوها. ومنها المضاف إلى واحد منها؛ فإذا قلت مثلا: غلام زيد. كلمة غلام نكرة. إذا قلت: جاءني غلام نكرة، ولكن إذا أضفته إلى زيد أصبح معرفة؛ لأن زيد معرفة، وما أضيف إلى المعرفة فهو معرفة. وكذلك إذا أضفته إلى ضمير المتكلم؛ إذا قلت مثلا: بيتي. كلمة بيت نكرة؛ فإذا أضيف إلى المتكلم بيتي أو بيت سعد أو بيت سالم أصبح معرفة بالإضافة؛ اكتسب المعرفة بالإضافة.
وكذلك المضاف إلى الضمير وإلى الاسم العلم. قد يضاف أيضا إلى الاسم العلم. الاسم العلم قد يكون شائعا. قد يكون هناك مثلا زيد من تميم مثلا، وزيد من حنظلة، وزيد من الرباب، وزيد من تغلب فإذا أضفته تعين. إذا قلت مثلا: جاء زيد تغلب؛ أضفته أصبح معرفا بدل ما كان منكرا.
فالحاصل.. أن المعرفة هو الاسم الذي يعرف عند المخاطبين. تدخل فيه هذه الأشياء الاسم العلم؛ مثل زيد وسعد. والاسم الذي فيه الألف واللام؛ مثل المصحف والبيت والمسجد. والضمير؛ مثل أنت وأنت وأنتما وأنتم. والموصول؛ مثل الذي واللذان والذين. والمبهم؛ مثل هذا وهذه وهؤلاء. والمضاف إلى واحد من هذه الخمسة؛ مثل ابني وبيت زيد وزيد الرباب وما أشبه ذلك. هذا هو المعرفة.
وأما النكرة فهو الاسم الشائع في جنسه الذي يصدق على كل من اتصف به. كمسجد يصلح على عدة مساجد، ورجل يصدق على كل الرجال كل فرد من أفراد الرجال، وامرأة تصدق على كل فرد من أفراد النساء، وكتاب ومصحف وثوب وأرض وجبل ونجم ونحو ذلك. هذه أسماء منكرة . فتقول هذا معرف وهذا منكر. معرف يعني معروف بوصفه عند السامع، ومنكر يعني مستنكر عند السامعين. هذا تعريف المعرفة وتعريف النكرة.