إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
شرح كتاب الآجرومية
97855 مشاهدة
النوع الثالث للفاعل الظاهر: جمع المذكر السالم

...............................................................................


وقوله: وقام الزيدون. الزيدون هذا الجمع أكثر من اثنين. لفظ دل على أكثر من اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه. فهو يغني عن قولك: جاء زيد وزيد وزيد وزيد؛ فتقول جاء الزيدون. ويسمى هذا جمع مذكر سالم؛ وذلك لأنه سالمة حروف المفرد فيه. حروف المفرد لم تتغير وهو كلمة زيد باقية على حركاتها؛ زيد فيه بالواو والنون زيدون. وأما البقية فإنها لم تتغير حركاتها الزاء والياء والدال؛ فلذلك يقال جمع مذكر سالم. كل ما كان سالما سالمة حروفه؛ مثل العمرون خالدون جمع خالد، والمسلمون جمع المسلم الصالحون جمع الصالح، وهكذا. فكل هذا من جمع المذكر؛ فعلامة رفعه الواو. إذا قلت: جاء الزيدون مرفوع وعلامة رفعه الواو بدلا عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.