إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح كتاب الآجرومية
97571 مشاهدة
القسم الأول: الفاعل الظاهر

...............................................................................


وسواء كان فعله ماضيا أو مضارعا فإنه يسمى فاعلا. وسواء كان الفعل متصرفا أو غير متصرف. وقد يكون أيضا الفاعل عمل فيه اسم الفعل، أو اسم الفاعل الذي يقوم مقام الفعل. فمثال هذه الأمثلة التي ذكر كلها في الفعل المتصرف. أما الفعل غير المتصرف؛ فإذا قلت مثلا: نعم زيد، وبئس عمرو؛ فنعم وبئس فعلان ولكنهما لا يتصرفان؛ لا يكون منه مضارع وأمر , وإنما هو على هذه الصيغة نعم وبئس. فتقول: نعم وبئس من الأفعال التي لا تتصرف، وتعمل عمل الفعل المتصرف؛ فيكون الاسم الذي بعدها مرفوعا على أنه فاعل.
وأما المتصرف فمثل ما ذكر المؤلف قام ويقوم. قام فعل ماض ويقوم فعل مضارع؛ يعني دل على أنه يتصرف. ومثله أيضا اسم الفاعل. فإذا قلت مثلا: قائم زيد؛ فإنه أيضا اسم فاعل عمل عمل فعله. الأمثلة التي ذكرها هي أمثلة لما تقدم. مثل للاسم المفرد وللمثنى وللجمع جمع المذكر وجمع التكسير، ومثل للمذكر وللمؤنث، ومثل لكل ما تقدم بهذه الأمثلة.