حقيقة الالتزام
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونشكره ونثني عليه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وهو ربنا عليه توكلنا وإليه ننيب، ونحمده سبحانه أن هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.
أما بعد :
فإننا نشاهد اليوم هذا الإقبال الكبير من شبابنا على دين الله وعلى طاعته، وتطبيق شرعه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وعلينا أن نتفاءل بهذا الإقبال، فهناك الإقبال على طلب العلم، والإقبال على تطبيق السنة النبوية والإقبال على تطبيق الشريعة في كل شؤون الحياة.
ولا شك أن هذا الإقبال يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه علي بن يزيد اسم> عن القاسم اسم> عن أبي هريرة اسم> قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم> إن لهذا الدين إقبالًا وإدبارًا، وإن من إقباله أن تفقه القبيلة بأسرها، فلا يبقى فيها إلا الفاسق والفاسقان، فهما ذليلان فيها، إن تكلما قهرا واضطهدا، وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها، فلا يبقى فيها إلا الفقيه والفقيهان فهما ذليلان ، إن تكلما قهرا واضطهدا رسم> .
وعلي بن يزيد اسم> ضعيف ولعل الحديث موقوف.
لقد كنا قبل ثلاثين أو أربعين سنة نكاد أن نيأس ونقطع الرجاء لما نراه من الأسباب التي تبعد عن الإسلام وعن الدين، ولما نراه من الجفوة والإدبار والسخرية والاستهزاء حتى في المتعلمين والمتفقهين ، ولكن والحمد لله اليوم نرى إقبال الشباب على التمسك وعلى الالتزام بالشرع وعلى الاستقامة عليه.
لقد حصل من هذا الالتزام وهذه الاستقامة أثر بليغ؛ ألا وهو هذه الصحوة الإسلامية التي انتشرت في جميع أرجاء المعمورة، فما هذه الصحوة إلا نتيجة من نتائج الإقبال على هذا الدين وتطبيق الشرع والتمسك به والاستقامة عليه.
وفي هذه الرسالة الصغيرة نتحدث عن الالتزام وحقيقته وأدلته من الكتاب والسنة ، ثم الحديث عن أحوال الملتزم وصفاته.
نسأل الله أن يمنَّ علينا بطاعته، وأن يقبل بقلوبنا على محبته وطاعته وعبادته ، ونسأله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يجعلنا من المتمسكين بشريعته، والذابين عن دينه والمجاهدين في سبيله ، والمبلغين لأمره وشرعه، ومن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، والداعين إلى الله على بصيرة ، وأن يرزقنا الاتباع لسنة نبينا محمد اسم> صلى الله عليه وسلم ، فإلى المقصود والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه وسلم.
مسألة>