القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
حقيقة الالتزام
18880 مشاهدة
غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ثالثًا: من صفات الملتزم والمستقيم: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر
‏         روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:    إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدُّ؛ نتحدث فيها . فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه . قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
       ولا شك أن من صفات المسلم الملتزم المستقيم التمسك بهذه الأمور، التي وردت في الحديث، فهي من صفات المسلمين عمومًا والملتزمين خصوصًا .
       وإن التهاون بهذه الأمور يضعف من تمسك الإنسان والتزامه واستقامته! فالذي يمد عينيه وينظر إلى ما نهى الله عنه ويخالف قول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ فإن ذلك دليل على ضعف تمسكه والتزامه.
والذي لا يحفظ لسانه عما حرم الله، ولا يفكر في عاقبة كلمته ، فإنه قد يقع في مهاوي ومهالك، ويكون ذلك دليلا على ضعف تمسكه بالأخلاق والآداب الإسلامية.
والملتزم هو الذي يحفظ لسانه ، فتراه إن تكلم لا يتكلم إلا بخير، وإلا سكت، فلا تسمع منه سبابًا ولا قذفًا ولا عيبًا ولا غير ذلك.
       أما إن حذّر من منكر ، أو عاب من يستحق العيب ، أو شهَّر بإنسان يستحق التشهير، أو ذكر إنسانًا بسوء للتحذير منه ، أو ما أشبه ذلك ، فإن هذا لا غبار عليه؛ بل هو من مكملات الالتزام والاستقامة على دين الله.
       هذه جملة من الآداب والأخلاق التي جاءت الشريعة بها وحثت عليها ، والعمل بها يعتبر من مكملات الالتزام والاستقامة ، ومن أراد التوسع فيها فليرجع إلى الكتب التي ألفتَ في الآداب والأخلاق مثل: (الآداب) للبيهقي ، و(الآداب الكبرى ) لابن مفلح، وكذلك (أدب الدين والدنيا) للماوردي، وكذلك (روضة العقلاء) لابن حبان ، وغيرها من الكتب.