حقيقة الالتزام
غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ثالثًا: من صفات الملتزم والمستقيم: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر رأس>
روى البخاري اسم> ومسلم اسم> عن أبي سعيد الخدري اسم> رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: رسم> إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدُّ؛ نتحدث فيها . فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه . قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متن_ح> رسم> .
ولا شك أن من صفات المسلم الملتزم المستقيم التمسك بهذه الأمور، التي وردت في الحديث، فهي من صفات المسلمين عمومًا والملتزمين خصوصًا .
وإن التهاون بهذه الأمور يضعف من تمسك الإنسان والتزامه واستقامته! فالذي يمد عينيه وينظر إلى ما نهى الله عنه ويخالف قول الله تعالى: رسم> قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ قرآن> رسم> فإن ذلك دليل على ضعف تمسكه والتزامه.
والذي لا يحفظ لسانه عما حرم الله، ولا يفكر في عاقبة كلمته ، فإنه قد يقع في مهاوي ومهالك، ويكون ذلك دليلا على ضعف تمسكه بالأخلاق والآداب الإسلامية.
والملتزم هو الذي يحفظ لسانه ، فتراه إن تكلم لا يتكلم إلا بخير، وإلا سكت، فلا تسمع منه سبابًا ولا قذفًا ولا عيبًا ولا غير ذلك.
أما إن حذّر من منكر ، أو عاب من يستحق العيب ، أو شهَّر بإنسان يستحق التشهير، أو ذكر إنسانًا بسوء للتحذير منه ، أو ما أشبه ذلك ، فإن هذا لا غبار عليه؛ بل هو من مكملات الالتزام والاستقامة على دين الله.
هذه جملة من الآداب والأخلاق التي جاءت الشريعة بها وحثت عليها ، والعمل بها يعتبر من مكملات الالتزام والاستقامة ، ومن أراد التوسع فيها فليرجع إلى الكتب التي ألفتَ في الآداب والأخلاق مثل: (الآداب) للبيهقي ، اسم> و(الآداب الكبرى ) لابن مفلح، اسم> وكذلك (أدب الدين والدنيا) للماوردي، اسم> وكذلك (روضة العقلاء) لابن حبان ، اسم> وغيرها من الكتب.
مسألة>