الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
طلب العلم وفضل العلماء
16625 مشاهدة print word pdf
line-top
تقديم

الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
فالإنسان في هذه الحياة قد كلف، وأمر ونهي، وفرضت عليه فرائض، وألزم بإلزامات، منها ما يتعلق بالعبادات، ومنها ما يتعلق بالعادات، وجعل الله في جبلَّته وفي فطرته الحرص على ما يرى فيه منفعة له ومصلحة وراحة لبدنه وما يجد منه تنعما وتلذذا، والنفرة مما يضره، وما يحصل له منه مشقة وصعوبة، ولكن قد يخفى عليه بعض الأشياء الضارة فيعتقدها نافعة، وبعض الأشياء النافعة فيتركها ويعتقدها ضارة، وقد يكون الضرر خفيا أو تدريجيا، وهذا ما يجعل المسلم بحاجة إلى التعلم الذي يصبح به عارفا لما ينفعه وما يضره، فيتجنب ما فيه الضرر عن بصيرة ويقين، ويفعل ما فيه النفع عن معرفة وعلم، ولا جرم أن أهم العلوم ما يكون به التفقه فيما خلقه الله من أجله، وهو عبادة الله -تعالى- التي أوجدت لأجلها البرية.
يقول الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فإذا كنا مخلوقين لهذه العبادة فما العبادة؟ وما كيفيتها؟ ولا شك أن معرفتها تحتاج منَّا إلى تعلم؛ ولأجل ذلك اشتملت الشريعة الإسلامية على التفصيل في هذه الأمور -أي: التفصيل في أنواع العبادة- فمن طلب تلك التفاصيل وجدها، ومن أعرض عنها حرم خيرا كثيرا، وأدى عباداته على جهل وضلال؛ وهذا ما يجعل الإنسان يحرص على أن يكون متبصرا في دينه، متفقها فيه.

line-bottom