إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
طلب العلم وفضل العلماء
11795 مشاهدة
عوائق طلب العلم

ولكن هناك ما يعوق الكثيرين من الشواغل الضارة التي تشغل بها أوقاتهم بما يضرهم أو لا نفع فيه فيفوتهم خير كثير، ومن ذلك أن الكثير يقطعون مجالسهم في قيل وقال، وفي كلام في أشخاص مخصصين أو عموميين، فيذهب الوقت دون فائدة، ولو صرفوا هذا الوقت في قراءة القرآن، أو في قراءة بعض كتب أهل العلم لاستفادوا من ذلك وازدادوا علما ومعرفة.
ومن ذلك أن الكثير يشغلون أوقاتهم في سماع أخبار لا فائدة فيها، إما من المشافهات، وإما من الإذاعات المرئية أو السمعية ونحوها، ولا شك أن الإكباب على كل ذلك وترك التعلم والاستفادة، ولو وجد فيها شيء من المعلومات التي هي قليلة بالنسبة إلى ما فيها من إضاعة الوقت، فالإقبال عليها كليا لا شك أنه يفوت ما هو خير من ذلك وأفضل، ومن ذلك ما يقام في كثير من الأحيان من المباريات والألعاب.
ونحن لا نذمها، ولكن نقول: إن الإقبال عليها والنظر إليها سواء في الأفلام، أو بالحضور إليها، لا شك أنها مضيعة للوقت وأنه يفوت على الإنسان خيرا كثيرا. فلو صرف وقته هذا في قراءة القرآن وفي حفظه وقراءة التفسير وفي تعلم ما ينفعه، وفي قراءة الكتب النافعة: من كتب حديث أو فقه أو عقيدة، وما أشبه ذلك لاستفاد من ذلك خيرا كثيرا، ولكن هِمَمُ كثير من الناس انصرفت إلى ما هو باطل، وزهد فيما هو حق.
ولكن لا نقول إن هذا عام، بل هناك نخبة صالحة ممن أراد الله بهم خيرا ممن وفقهم الله وبصرهم ورزقهم المعرفة بما يجب لهم وما يجب عليهم، هؤلاء هم الذين نعتقد أنهم خلاصة الله -تعالى- من الخلق، وأنهم خيرة شبابنا، وخيرة الصالحين من عباد الله في هذه البلاد، فنحثهم ونوصيهم بأن يَجِدُّوا ويجتهدوا في تعلم ما ينفعهم ويحفظوا بذلك أوقاتهم وأزمانهم، حتى يستفيدوا في أنفسهم ويفيدوا غيرهم؛ وذلك لأنهم قد يأتي زمان يحتاجون فيه إلى أنفسهم، ويحتاج إليهم غيرهم من أولئك المعرضين الجاهلين.