الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
طلب العلم وفضل العلماء
16602 مشاهدة print word pdf
line-top
تقديم

الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
فالإنسان في هذه الحياة قد كلف، وأمر ونهي، وفرضت عليه فرائض، وألزم بإلزامات، منها ما يتعلق بالعبادات، ومنها ما يتعلق بالعادات، وجعل الله في جبلَّته وفي فطرته الحرص على ما يرى فيه منفعة له ومصلحة وراحة لبدنه وما يجد منه تنعما وتلذذا، والنفرة مما يضره، وما يحصل له منه مشقة وصعوبة، ولكن قد يخفى عليه بعض الأشياء الضارة فيعتقدها نافعة، وبعض الأشياء النافعة فيتركها ويعتقدها ضارة، وقد يكون الضرر خفيا أو تدريجيا، وهذا ما يجعل المسلم بحاجة إلى التعلم الذي يصبح به عارفا لما ينفعه وما يضره، فيتجنب ما فيه الضرر عن بصيرة ويقين، ويفعل ما فيه النفع عن معرفة وعلم، ولا جرم أن أهم العلوم ما يكون به التفقه فيما خلقه الله من أجله، وهو عبادة الله -تعالى- التي أوجدت لأجلها البرية.
يقول الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فإذا كنا مخلوقين لهذه العبادة فما العبادة؟ وما كيفيتها؟ ولا شك أن معرفتها تحتاج منَّا إلى تعلم؛ ولأجل ذلك اشتملت الشريعة الإسلامية على التفصيل في هذه الأمور -أي: التفصيل في أنواع العبادة- فمن طلب تلك التفاصيل وجدها، ومن أعرض عنها حرم خيرا كثيرا، وأدى عباداته على جهل وضلال؛ وهذا ما يجعل الإنسان يحرص على أن يكون متبصرا في دينه، متفقها فيه.

line-bottom