القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
طلب العلم وفضل العلماء
17549 مشاهدة print word pdf
line-top
الازدياد من العلم

إن الإنسان مهما ذاق حلاوة العلم فإنه يزداد نهمه ويزداد طلبه، ولا يشبع أبدا، سواء أكان يقرأ القرآن أم يقرأ كتب السنة، أو يقرأ كتب أهل الفقه وأهل العلم النافع، أو يقرأ كتب أهل الآداب وأهل الأخلاق التي فيها محاسن الأعمال ومساوئها، وما أشبه ذلك، ولا يجد لذلك نهـاية؛ لذلك روي في بعض كتب الحديث عن ابن مسعود مرفوعا: منهومان لا يشبعان: طالب دنيا، وطالب علم ذكره في مجمع الزوائد 1 / 135 وعزاه إلى الطبراني والبزار وفيه ضعف، وعن ابن عباس نحوه، ورواه الدارمي في سننه عن الحسن موقوفا، وعن ابن مسعود من قوله، وعن ابن عباس موقوفا.
والمنهوم هو الذي له نهمة وهمة تدفعه، فطالب الدنيا مهما حصل منها لا يشبعه ولا تنتهي رغبته. وكذلك طالب العلم مهما حصل لا يزال يواصل الطلب ويتعلم، حتى يصل إلى آخر حياته. كما روي عن الإمام أحمد أنه قال: من المحبرة إلى المقبرة. أي أنه يشتغل بطلب العلم وبكتابته من المهد إلى اللحد.

line-bottom