إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
طلب العلم وفضل العلماء
16603 مشاهدة print word pdf
line-top
أقسام الناس

روي عن الخليل بن أحمد اللغوي قال: إن الناس أربعة أقسام عالم ويدري أنه عالم فهذا كامل فسودوه، وعالم ولا يدري أنه عالم فهذا غافل فنبهوه، وجاهل ويدري أنه جاهل فهذا مسترشد فأرشدوه، وجاهل ولا يدري أنه جاهل فهذا مارق فاتركوه، فالجاهل الذي لا يدري أنه جاهل شر أنواع الجهل وهو الذي ذكره بعضهم بقوله:
ومن أعجب الأشياء أنك لا تدري وأنـك لا تـدري بـأنك لا تدري

يعني: أنك جاهل ومع ذلك تعتقد أنك عالم.
فالذي يتعلم حتى يحصل على علم نافع فهذا ينبه إلى العمل بعلمه وإلى تعليمه وبثه وعدم كتمانه، والذي يتعلم علما غير نافع ثم يسترشد إلى العلماء يرشد إلى ما ينفعه، هكذا ينبغي أن نكون منتبهين إلى معرفة ما ينفعنا من العلم النافع.

line-bottom