س31: هل يجوز أن يقول في الدعاء: يا رحمة الله وفقيني، أو يا قوة الله احفظيني ؟
الجواب: قال الله -تعالى- وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا أي: اسألوه وتوسلوا إليه بها. كقول الداعي: اللهم اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. أو تقول: يا غفور اغفر لي، ويا رحيم ارحمني. وهذا دليل على أن التوسل إلى الله وسؤاله يكون بالأسماء التي سمى بها نفسه، وفي الحديث: ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام أي: اسألوا الله -تعالى- وادعوه بهذا الاسم.
وفي حديث آخر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب .
وكل هذا دليل على أن السؤال والنداء يكون بأسماء الله -تعالى- كما في قوله -تعالى- قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى .
ولم يرد الدعاء للصفة أو نداء الرحمة بقوله: يا رحمة الله، أو يا قوة الله، ونحو ذلك، حيث إن الرحمة قد تطلق على الجنة، كقوله: يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وعلى المطر، كقوله: يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وهذه من المخلوقات. وفي الحديث: خلق الله الرحمة مائة جزء... إلخ.
وأما القوة والقدرة ونحوهما فهي صفة لله -تعالى- ثابتة، ويشتق لله منهما اسم، فيقال: من أسماء الله القوي العزيز القدير، ولكن لا تنادي الصفة، وإنما ينادى الموصوف باسمه الذي تسمى به.
وأما قوله -صلى الله عليه وسلم- أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك فهو استعاذة من السخط والعقوبة، وطلب لضدهما وهو الرضا والعفو، وليس فيه نداء لهذه الصفة. والله أعلم.