فتاوى في التوحيد
حكم الحلف بالنبي والأمانة
س15: ما حكم الحلف بالنبي والأمانة رأس> ؟
سؤال> الجواب: لا يجوز الحلف بمخلوق، فقد ثبت في الصحيح عن ابن عمر اسم> -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت متن_ح> رسم> وفي المسند والسنن عنه أيضا قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> من حلف بغير الله فقد كفر، أو أشرك متن_ح> رسم> حسنه الترمذي اسم> وصححه الحاكم اسم> وفي لفظ له: رسم> كل يمين يحلف بها دون الله شرك رسم> .
وذلك أن الحالف يعتقد أن المحلوف به له منزلة ورفعة، فيعظمه بهذا الحلف ويرفع مكانته فوق الخلق، ولا شك أن التعظيم لا يصلح إلا لله -تعالى- فمن أسمائه العظيم، الذي يجب على عباده تعظيمه ووصفه بالعظمة والعزة، ومن آثار ذلك أن يخضعوا له، ويتواضعوا بين يديه، وتصغر عندهم الدنيا ومن عليها، ولا يبقى في قلوبهم موضع لاحترام أو تعظيم أو تقديس لغير الخالق سبحانه.
وقد تدخل الشيطان إلى قلوب ضعفاء الإيمان، وزين لهم تعظيم الأولياء ومكانتهم في نفوسهم، بحيث إن أحدهم يحلف بالله الأيمان الغليظة وهو كاذب، ولا يحلف بالولي إلا وهو صادق؛ مخافة أن ينتقم منه ذلك الولي، وهذا هو عين الشرك والكفر، نعوذ بالله من الشرك والشك والنفاق وسوء الأخلاق.
وأما الحلف بالأمانة، فقد روى أبو داود اسم> عن بريدة اسم> -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> من حلف بالأمانة فليس منا متن_ح> رسم> وسكت عنه أبو داود اسم> والمنذري اسم> في تهذيبه، فهو صالح عنده، وذلك لأن الأمانة من شرع الله وحكمه، فالحلف بها حلف بغير الله، وذهب بعضهم إلى وجوب الكفارة إذا قال: وأمانة الله، والصحيح عدم الوجوب. والله أعلم.
مسألة>