إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
فتاوى في التوحيد
38718 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم الاستثناء في الإيمان

س24: ما حكم الاستثناء في الإيمان بقوله: أنا مؤمن إن شاء الله ؟
الجواب: في ذلك خلاف، والمختار أنه يجوز إذا كان القصد الإيمان الكامل، فإن الإيمان يزيد وينقص، والناس فيه متفاوتون بحسب أعمالهم، وقد ذكر الله الإيمان الكامل في مثل قوله -تعالى- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا .
وهذا الوصف لا يستكمله كل من دخل في الإيمان، فمن قال: أنا مؤمن حقا. وقصد أنه من المتصفين بكمال الإيمان، فقد زكى نفسه، وجزم بما لم يتحقق وجوده فيه، فإذا قال: أنا مؤمن إن شاء الله. وأراد رجاء أن يدخل في هذه الآية فهو صادق، وهكذا من استثنى وأراد عدم علمه بالعواقب، حيث إنه لا يدري ماذا يختم له عمره، وإنما الأعمال بالخواتيم.
وكذا يجوز أن يستثني للتبرك ولتعليق الأمور المستقبلة بمشيئة الله -تعالى- ولا يدل ذلك على الشك والتردد، كما قال -تعالى- وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ .
وقد ذهب قوم إلى وجوب الاستثناء في الإيمان دائما تعليلا بعدم العواقب، فالأعمال بالخواتيم، ولاتصاف الإنسان غالبا بالنقص والخلل، وترك الكثير مما يجب عليه، فإن العبد لا يجزم بأنه من المتقين الأبرار أهل الجنة، وإنما يرجو ذلك برحمة الله، وقد ذكر الله الاستثناء فيما لا شك فيه، كقوله -تعالى- لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ونحو ذلك لتعلق الأمور المستقبلة بمشيئة الله -تعالى- فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا والله أعلم.

line-bottom