فتاوى في التوحيد
هل بين الرسل مفاضلة؟
س23: هل بين الرسل مفاضلة؟
سؤال> الجواب: نعم، قال الله -تعالى- رسم> تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ قرآن> رسم> وقال -تعالى- رسم> وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا قرآن> رسم> .
وهذه المفاضلة يختص الله بها من يشاء من رسله إما لفضله في نفسه، وإما لما اتصف به من العقل والنفس الطيبة، وإما تخصيص من الله له بالفضل، وإن كان غيره أزكى منه وأعقل وأكثر عبادة، فهو فضل الله يؤتيه من يشاء.
وقد ذكر الله فضل بعض الرسل رأس> فذكر أنه كلم موسى اسم> تكليما، وأنه اصطنعه لنفسه، قال -تعالى- رسم> وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي قرآن> رسم> وقال: رسم> وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي قرآن> رسم> وأخبر عن نوح اسم> أنه عبد شكور، وعن إبراهيم اسم> أنه اتخذه الله خليلا، وعن عيسى اسم> أنه رفعه إليه، وعن محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- أنه شرح له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره.
وقد اتفق العلماء على أن أفضل الرسل الخمسة الذين هم أولو العزم، وهم: نوح اسم> وإبراهيم اسم> وموسى اسم> وعيسى اسم> ومحمد اسم> -عليهم الصلاة والسلام- وأن أفضلهم الخليل إبراهيم اسم> ومحمد اسم> وأن محمدا اسم> أفضل الأنبياء على الإطلاق، ثم لا يلزم من التفاضل تنقص الآخرين ولا عيبهم، فالجميع رسل الله وأنبياؤه الذين اصطفاهم لحمل رسالته ولتبليغ شرائعه، فنعرف لهم فضلهم، ونصلي ونسلم عليهم، ونعتقد عصمتهم فيما بلغوه عن ربهم.
كما أن المؤمنين يتفاضلون بسبب الأعمال والإخلاص فيها، ثم يتفاوت ثوابهم في الجنة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب؛ لتفاضل ما بينهم متن_ح> رسم> رواه أحمد اسم> والترمذي اسم> وصححه حديث>
والواجب على المؤمن تصديق رسل الله جميعا، والإيمان برسالتهم، والعمل بما بلغه من الشرائع الثابتة ليلحق بالمؤمنين، فمن أحب قوما حشر معهم. والله أعلم.
مسألة>