إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
فتاوى في التوحيد
40938 مشاهدة print word pdf
line-top
هل إبليس من الملائكة؟

س35: هل إبليس من الملائكة؟
الجواب: في ذلك قولان للعلماء، ولكل قول دليل ومرجح، فالقول الأول: أنه من الملائكة، لقوله -تعالى- فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ والأصل أن المستثنى من جنس المستثنى منه، ولأن الأمر بالسجود لآدم موجه للملائكة في قوله -تعالى- ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فلم يذكر أنه أمر مع الملائكة غيرهم، فدل على أن إبليس من أفرادهم، شمله الأمر الموجه إليهم.
والقول الثاني: أنه ليس من الملائكة، لقوله -تعالى- إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ أي: كان أصله من الجن. ولقوله عن إبليس: خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وقد ثبت في الحديث أن الملائكة خلقت من نور، وقد قال -تعالى- في الجن: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ وقال -تعالى- وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ فلما أخبر أن إبليس كان من الجن، وأن الجن خلق من نار، وهو خلق من نار، دل على أنه ليس من الملائكة، وعلى هذا فلعل دخوله في الأمر من باب التبعية، أي أنه كان بينهم وإن لم يكن منهم، فدخل في عموم الأمر، فخانه أصله وعنصره.
وقد قال بعض المفسرين: إنه أصل الجن كما أن آدم أصل الأنس. لكن قد أخبر الله أن الجن فيهم صالحون ومسلمون، أما الشياطين فالأظهر أن جميعهم كفرة وأعداء للبشر، وقد أخبر الله -تعالى- أن إبليس له ذرية في قوله -تعالى- أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ وظاهر الذرية أنه من صلبه، وإن كنا لا نعرف كيف تفرعوا عنه، أما الملائكة فقد مدحهم بأنهم لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، وهذا يرجح أن إبليس ليس من الملائكة لبعد ما بين الصفتين. والله أعلم.


line-bottom