إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
فوائد من شرح منار السبيل الجزء الأول
22160 مشاهدة
مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فهذا الجزء الذي بين يديك هو غيض من فيض من الفوائد التي ذكرها شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين -أثابه الله تعالى- في أثناء شرحه لكتاب منار السبيل في شرح الدليل . فيها اختيارات وترجيحات ولطائف، علقتها على نسختي في أثناء شرح الشيخ، ثم قام بعض الأخوة بمساعدتي في كتابتها في أوراق مستقلة، ثم مقابلة ملازم الطبع، وقبل ذلك قمت بعرضها على شيخنا -أثابه الله تعالى-؛ زيادة في توثيق النقل، فقام -أجزل الله مثوبته- بمراجعتها، وصحح شيئا يسيرا منها.
وسيتبع هذا الجزء أجزاء كثيرة إن شاء الله تعالى.
فالله أسأل أن ييسر ما كان عسيرا، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، إنه سميع مجيب، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
عبد العزيز السدحان