تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
فوائد من شرح منار السبيل الجزء الثالث
17297 مشاهدة
فوائد من شرح منار السبيل الجزء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا الجزء الذي بين يديك هو الجزء الثالث من الفوائد التي ذكرها شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين -أثابه الله تعالى- في أثناء شرحه لكتاب منار السبيل في شرح الدليل .
فيها اختيارات وترجيحات ولطائف، علقتها على نسختي في أثناء شرح الشيخ، ثم قام بعض الإخوة بمساعدتي في كتابتها في أوراق مستقلة، ثم مقابلة ملازم الطبع.
وقبل ذلك قمت بعرضها على شيخنا -أثابه الله تعالى- زيادة في توثيق النقل، فقام -أجزل الله مثوبته- بمراجعتها، وصحَّح شيئًا يسيرًا منها.
وسيتبع هذا الجزء أجزاء كثيرة، إن شاء الله تعالى.
فالله أسأل أن ييسر ما كان عسيرًا، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدًا، إنه سميع مجيب، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
عبد العزيز السدحان