إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
محاضرات في الزواج
13529 مشاهدة
فوائد النكاح

لماذا خص الشباب؟ لأنهم عادة أقوى شهوة، وأقوى اندفاعا فيخاف عليهم، وليس عندهم الوازع الديني القوي فيخاف عليهم الوقوع في الفحشاء؛ فلذلك علل بقوله: أغض للبصر وأحصن للفرج. يعني: أنه إذا تزوج زوجة حلالا حصن بذلك فرجه، وحفظ نفسه، وكذلك غض بصره، وحفظ نفسه، هكذا ذكر فائدته.
ومن فوائده أنه أيضا يعف هذه المرأة التي لها مثل ما له من الشهوة فيعفها بدل ما تتطلع إلى الرجال.
ومن فوائده أيضا أنه يكفلها بمعنى أنه يقوم بنفقتها، وبكفالتها، وبالإنفاق عليها، وقضاء حوائجها.
ومن فوائده أنه يحصل أو يطلب الولد الصالح الذي يكون نافعا له في حياته، ونافعا له بعد مماته إذا أصلحه الله، وإذا تربى تربية صالحة.
وفيه فوائد كثيرة ذكرها العلماء الذين توسعوا في ذلك، ثم أهم ما فيه أنه يكون سببا في حفظ الإنسان، حفظ نفسه عن الشهوات المحرمة عن الزنا واللواط، ومقدمات ذلك.