إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
محاضرات في الزواج
12277 مشاهدة
الحث على النكاح

الله سبحانه وتعالى مدح الحافظين لفروجهم وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ لِفُرُوجِهِمْ محصنون حافظون لِفُرُوجِهِمْ، بالتحصن عن الحرام إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ على زوجاتهم ليسوا ملومين، وعلى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ مملوكاتهم اللاتي يملكونهن فإنهم غير ملومين فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ يعني: فمن تجاوز نظره، أو تجاوز فعله إلى غير زوجته، وإلى غير أمته فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ الظالمون المتعدون لما حد الله تعالى لهم، ولما أباح لهم.
كذلك ذكرهم في صفات المسلمين في قوله تعالى: وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وذكرهم أيضا في قوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ .
فحفظ الفرج من صفات أهل الإيمان يعني: تحصين الإنسان نفسه، ولكن لا بد أن يُعف نفسه بالحلال حتى يستغني عن الحرام.
ونقول إنه في هذه الأزمنة يكون أشد تأكدا يعني: النكاح الحلال أشد تأكيدا منه في السنين الماضية، وما ذاك إلا لكثرة المغريات، وكثرة الدوافع إلى الفعل الحرام فإن كثيرا من الناس وقعوا في الحرام، وقعوا في الزنا بسبب المغريات، وبسبب الدوافع إلى إثارة الشهوات.
فالشباب مثلا إذا سمعوا الأغاني التي تكون ضمن كثير من الإذاعات إذاعات مسموعة أو مرئية تحركت منهم الشهوات فكيف تندفع هذه الشهوات وهم ليسوا متزوجين؟!! وكذلك أيضا إذا نظروا في هذه الصور في صور النساء اللاتي تعرض في الشاشات في إذاعات مرئية من دول غير ملتزمة بالإسلام، أو عبر القنوات الفضائية ضمن ما تأتي به هذه الدشوش، فإذا شاهد الشاب هذه الصورة -المرأة المتجملة- لا شك أنها تتحرك شهوته وتقوى، ولا يقدر على كفها.
كذلك أيضا قد يشاهد المرأة العارية التي قد أبدت سوءتها، قد يشاهد المرأة يضمها رجل، أو يجامعها أمام الناظرين كاشفين عن عورتيهما ماذا تكون حالة هؤلاء الشباب الذين لا يزالون عزابا وهم ينظرون إلى هذه المغريات، وهذه الدوافع؟! كذلك أيضا يقتنون كثيرا من المجلات الخليعة المليئة بهذه الصور، تصور فيها المرأة عارية إلا ما شاء الله تجعل على فرجيها خرقة يسيرة وقد بدا ما غير ذلك في غاية الجمال ماذا تكون حالة الذي ينظر إليها ؟!
وهكذا أيضا صور رجال أمام النساء تنظر المرأة إلى هذا الرجل الذي رسمت صورته في هذه المجلة وهو شبه عار لا شك أن هذا كله مما يثير الشهوات، ومما يحرك الدوافع فماذا تكون حالة العزب الذي يكون أمام هذه المغريات؟!
كذلك أيضا يحدث أن هناك دعاة إلى التبرج دعاة إلى بروز النساء، وإلى إبدائهن زينتهن، ويدعون أنها حرة في نفسها، وهم ما يريدون إلا إشباع غرائزهم، فيقولون لماذا تحجر المرأة بين أربعة جدران؟! المرأة شقيقة الرجل، لماذا؟
يريدون أنها تخرج، وأنها تبدي وجهها، وتبدي محاسنها فيدخل الشباب مثلا في الأسواق فيكون من أثار دخولهم أن ينظروا إلى هذه المرأة المتبرجة التي قد كحلت عينيها، وحمرت شفتيها، وحمرت خديها، وحاجبيها، وزينت وجهها، وأبدت ساعديها وكفيها، وحلتهما بأنواع الحلي، وكشفت عن ساقيها، أو قريبا من ذلك فماذا تكون حالة الشباب وهم ينظرون إلى هذه المغريات، وإلى هذه الدوافع لا شك أن هذا كله مما يحصل بسببه كثرة الفواحش، وانتشار المحرمات، وانتشار الزنا، ومقدماته .
وأن هذا أيضا يكون سبباً في أن هؤلاء الشباب، ونحوهم الذين يشاهدون هذه المغريات، وهذه الدوافع لا يصبرون إذا لم يقدروا على الزنا ونحوه في داخل بلادهم شدوا الرحيل شدوا الرحال إلى البلاد الأخرى التي يوجد فيه إباحية فيرحلون إليها، فيجدون في كثير من الدول حتى الدول التي تتسمى بالإسلام يجدون ما يشبعون به نهماتهم، وغرائزهم، حيث إن في كثير من البلاد يقولون المرأة حرة في نفسها لها أن تبذل نفسها، وتفعل أو تمكن من يفعل بها باختيارها، وليس لك يا أباها أن تمنعها، وليس لك يا زوجها أن تحجر عليها، وأن تمنعها بل عليها أو لها أن تمكن من نفسها.
هؤلاء الذين يشاهدون هذه المغريات يذهبون ولا يبالي أحدهم إذا أنفق يدعي أنه يذهب للنزهة، وأنه يذهب ليريح نفسه، ويرفه عن نفسه ما هو فيه من الضيق وما هو فيه من التحجر، وما قصد بذلك إلا أن يمكن نفسه أن يمكن نفسه من هذه الفواحش، وما أشبهها.
فإذا كان كذلك فإنا نقول: إنه في حق هؤلاء واجب، واجب عليكم أن تتزوجوا وتعفوا أنفسكم؛ حتى لا تقع هذه المنكرات، وهذه الفواحش المحرمة.