الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
14696 مشاهدة print word pdf
line-top
نعمة التسخير

ثم إنه -سبحانه- امتن عليه بأن سخر له ما يحتاج إليه؛ فسخر له الأنعام؛ قال تعالى: وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا خلقها وسخرها؛ سخر له هذه البهائم: الإبل والبقر والغنم، ينتفع بها، يشرب من ألبانها، ويأكل من لحومها، ويركبها عند الحاجة، ويلبس من أصوافها وأوبارها وأشعارها، ولو شاء لما سخرها، لو شاء لهربت منه كما تهرب الوحوش؛ ولكن الله تعالى أنعم عليه فقال الله تعالى: وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ أي: سخرناها وجعلناها مذللة، كذلك –أيضا- سخر بقية الدواب لينتفع بها، وهكذا –أيضا- سخر له المخلوقات العلوية، يقول الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا جعل فيه لَحْمًا طَرِيًّا: لحم الأسماك وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ؛ تستخرجون منه الجواهر واللآلئ ونحو ذلك تتجملون بها، فهذا أيضا من نعمته.
وكذلك يقول: وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أخبر بأنه سخر هذه الأرض، ومدها لنا، مدها وسخرها وجعلها رخاء؛ جعلها تنبت، لو كانت هذه الأرض كلها حجرا ما انتُفِع بها، وكذلك لو كانت كلها ذهبا أو كلها فضة لهلك الناس؛ من أين يأكلون؟ ولكنه جعلها رخاء؛ تنبت النبات: فتنبت النخيل، وتنبت الأزهار، وتنبت الحبوب، وتنبت الثمار، وتنبت المأكولات التي يتغذون بها، وفيها أيضا هذه الجبال التي يكون فيها ظل، وفيها كهوف يُستظل بها، يقول الله تعالى: وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ؛ فكل ذلك من فضل الله -سبحانه وتعالى- ومن تيسيره لعباده.

line-bottom