إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
الرد على ابن حزم
9307 مشاهدة print word pdf
line-top
إغواء إبليس وذريته للإنسان

وقد دل القرآن على أن إبليس له ذرية، ودلت الأحاديث الصحيحة على أنه يرسلها للتضليل. وقد قال جل وعلا: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا .
وجاء في صحيح مسلم أن الشيطان الذي يوسوس للإنسان في صلاته؛ حتى يشغله عنها اسمه خنزب وهو من أولاد إبليس.
واختلف العلماء في الكيفية التي بها كان نسل إبليس.
وسئل الشعبي -رحمه الله- قيل له: هل تزوج إبليس؟
فقال: ذلك عرس ما حضرناه.
وزعموا أنه بعد ذلك لما قرأ: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ قال: نعم.
يمكن أن يكون تزوج. وهذا لا يدل على أنه تزوج، ولم يقم دليل من كتاب، ولا سنة على ذريته كيف تناسلت؟ وكيف جاءت هذه الذرية؟ هل هي من زوجة؟ أو كما يقول بعضهم: إن له آلة امرأة وآلة رجل يدخل هذا في هذا فتخرج منه بيضات فتنفلق البيضات عن الشياطين فتنتشر؟ هكذا يقولونه من شبه الإسرائيليات، ولم يقم دليل عليه.
والذي دل عليه القرآن أن له ذرية كما قال: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا وهذا معنى قوله: إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ثم إنه -جل وعلا- سأله ما المانع له من السجود؟ قال: مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ .
فأجاب إبليس بقوله: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ وجواب إبليس هذا يحتمل كلاما كثيرا لا تسعه بقية هذا الوقت.
ونرجو الله- جل وعلا- أن يحفظنا من مكائد إبليس، وأن يؤيسه ويخيبه منا. اللهم لا تضلنا بإبليس، اللهم إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم، نعوذ بالله من همزات الشياطين، ونعوذ بالله أن يحضرنا الشياطين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اللهم إنا نسألك السعادة والتوفيق لما يرضيك، والعمل بكتابك، اللهم وفقنا لاستعمال نعمك فيما يرضيك، اللهم لا تجعلنا من اللؤماء الذين يستعينون بنعمك على معاصيك.
اللهم لا تجعلنا من اللؤماء الخبثاء الذين يستعينون بنعمك على معاصيك، اللهم وفقنا لما ترضى به عنا، اللهم اختم بالسعادة آجالنا، واختم بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى جنتك مصيرنا ومآلنا، اللهم إنا نسألك عافية الدنيا، اللهم إنا نسألك عافية البرزخ، اللهم إنا نسألك عافية الآخرة.
اللهم نور بهذا القرآن العظيم قلوبنا في دار الدنيا، ونور باتباعه قبورنا في البرزخ، ونور به طريقنا إلى الجنة في الآخرة، اللهم اجعلنا ممن عمل به وكان حجة له، ولا تجعلنا ممن تناساه وكان حجة عليه.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت...

line-bottom