شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
الرد على ابن حزم
7666 مشاهدة
إغواء إبليس وذريته للإنسان

وقد دل القرآن على أن إبليس له ذرية، ودلت الأحاديث الصحيحة على أنه يرسلها للتضليل. وقد قال جل وعلا: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا .
وجاء في صحيح مسلم أن الشيطان الذي يوسوس للإنسان في صلاته؛ حتى يشغله عنها اسمه خنزب وهو من أولاد إبليس.
واختلف العلماء في الكيفية التي بها كان نسل إبليس.
وسئل الشعبي -رحمه الله- قيل له: هل تزوج إبليس؟
فقال: ذلك عرس ما حضرناه.
وزعموا أنه بعد ذلك لما قرأ: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ قال: نعم.
يمكن أن يكون تزوج. وهذا لا يدل على أنه تزوج، ولم يقم دليل من كتاب، ولا سنة على ذريته كيف تناسلت؟ وكيف جاءت هذه الذرية؟ هل هي من زوجة؟ أو كما يقول بعضهم: إن له آلة امرأة وآلة رجل يدخل هذا في هذا فتخرج منه بيضات فتنفلق البيضات عن الشياطين فتنتشر؟ هكذا يقولونه من شبه الإسرائيليات، ولم يقم دليل عليه.
والذي دل عليه القرآن أن له ذرية كما قال: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا وهذا معنى قوله: إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ثم إنه -جل وعلا- سأله ما المانع له من السجود؟ قال: مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ .
فأجاب إبليس بقوله: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ وجواب إبليس هذا يحتمل كلاما كثيرا لا تسعه بقية هذا الوقت.
ونرجو الله- جل وعلا- أن يحفظنا من مكائد إبليس، وأن يؤيسه ويخيبه منا. اللهم لا تضلنا بإبليس، اللهم إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم، نعوذ بالله من همزات الشياطين، ونعوذ بالله أن يحضرنا الشياطين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اللهم إنا نسألك السعادة والتوفيق لما يرضيك، والعمل بكتابك، اللهم وفقنا لاستعمال نعمك فيما يرضيك، اللهم لا تجعلنا من اللؤماء الذين يستعينون بنعمك على معاصيك.
اللهم لا تجعلنا من اللؤماء الخبثاء الذين يستعينون بنعمك على معاصيك، اللهم وفقنا لما ترضى به عنا، اللهم اختم بالسعادة آجالنا، واختم بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى جنتك مصيرنا ومآلنا، اللهم إنا نسألك عافية الدنيا، اللهم إنا نسألك عافية البرزخ، اللهم إنا نسألك عافية الآخرة.
اللهم نور بهذا القرآن العظيم قلوبنا في دار الدنيا، ونور باتباعه قبورنا في البرزخ، ونور به طريقنا إلى الجنة في الآخرة، اللهم اجعلنا ممن عمل به وكان حجة له، ولا تجعلنا ممن تناساه وكان حجة عليه.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت...