شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
حوار رمضاني
22245 مشاهدة print word pdf
line-top
كيف يعيش المسلم أيام رمضان


سئل فضيلة الشيخ -حفظه الله-
كيف يمكن للمسلم أن يعيش هذه الأيام المباركة من هذا الشهر الكريم، ويستغلها الاستغلال الأمثل في طاعة المولى عز وجل؟
فأجاب فضيلته: إن شهر رمضان شهر البركات، وشهر الرحمة والمغفرة، وهو شهر إجابة الدعوات وإغاثة اللهفات، وهو شهر الإفاضات والنفحات، وشهر التراويح، شهر الذكر والتسبيح، فلشهر رمضان الكريم مميزات وفضائل؛ ولذلك يتقبله المسلمون بالفرح والسرور، ويعيشون فيه عيشة العباد العابدين، يشغلون نهاره بالصيام، وليله بالقيام، ويكثرون في أثنائه وفي أوقاته من العبادات.
والمسلم يتقبل الشهر الكريم بالفرح والسرور عندما يبلغه قدوم هذا الشهر، فبلوغ شهر رمضان نعمة عظيمة لمن أقدره الله عليه وأوصله، فعلى كل مسلم أن يشغل كل أوقاته في هذا الشهر المبارك بالذكر والقراءة والأعمال الصالحة، ويحمي نفسه من الآثام والجرائم، ويستقبل هذا الشهر الكريم بتوبة صادقة، يعاهد الله فيها على ألا يعود إلى التفريط والإهمال، وعلى كل مسلم أن يحفظ صيامه من اللغو والرفث، فقد ورد في الحديث: ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث وفي أحاديث أخرى الحث على صيانة الصيام.
فعلينا أن نحافظ على صيامنا، ونتقرب إلى المولى عز وجل بالدعاء أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وعباداتنا، ويتوب علينا، ويوفقنا فيما بعد شهر رمضان للأعمال الصالحة المتواصلة.

line-bottom