إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
حوار رمضاني
26367 مشاهدة print word pdf
line-top
هل صيام شهر رمضان يؤثر سلبا على الاقتصاد؟

وسئل -حفظه الله-
هل صيام شهر رمضان يؤثر سلبا على الاقتصاد كما يزعم اللادينيون؟
فأجاب: الذين يزعمون أن الناس إذا صاموا قل إنتاجهم وقل عملهم زعمهم باطل، فشهر رمضان لا يعوق عن الأعمال؛ فالإنتاج كما هو والعمل كما هو، والذين يقللون من أعمالهم، ويسهرون طوال الليل على اللعب والقمار، والنظر إلى الأفلام الخليعة والصور الفاتنة وما شابه ذلك، ثم ينامون نصف النهار أو ثلثه، ويأتون إلى العمل وهم كسالى فهؤلاء يقل عملهم؛ فإن الذنب هنا ليس ذنب رمضان، ولا ذنب الصيام، ولكن الذنب عليهم أنفسهم، حيث أتوا بالأسباب التي تشل حركتهم وتضعف إنتاجهم.
ونحن ننصح جميع المسلمين في شهر رمضان، أن يكون هذا الشهر شهر عبادة، وأن تكون العبادة في أوقاتها، وهي لا تعوقهم عن أداء أعمالهم ولا تعطل الإنتاج، وندعو الجميع أن يجتهدوا في أعمالهم في رمضان ويضاعفوا إنتاجهم؛ ففي نهار رمضان يكون المسلمون متفرغين ومخلصين، ويستقبلون الأعمال بنشاط، وعليهم أن يجعلوا للنوم وقتا كافيا في ليلهم، وللعمل وقتا كافيا في نهارهم، ويقبلوا على أعمالهم إقبالا كليا؛ حتى لا يكون لديهم أي وقت للفراغ وطلب الشهوات، وبذلك نجد إنتاجا وفيرا في رمضان عن غيره.

line-bottom