جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
حوار رمضاني
26469 مشاهدة print word pdf
line-top
تميز فريضة الصيام في الإسلام

وسئل -نفع الله بعلمه-
هل تميزت فريضة الصيام في الإسلام عن صيام الأمم السابقة؟
صحيح أن المولى عز وجل قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وهذا إخبار من المولى -عز وجل- بأنه قد كتب على من قبلنا من الأمم الصيام، ولعل في ذكر ذلك تخفيفًا لنا؛ وذلك لأن الصيام قد يكون فيه مشقة على النفس من الظمأ والجوع والجهد، وأخبر المولى -عز وجل- بأن الصيام فرض على الأمم التي سبقت أمة الإسلام؛ فيجب علينا أن نتقبله.
وقد اختُلف في صفة الصيام الذي كُتب على من قبلنا، فقيل: إنه فرض عليهم صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وبذلك فإنهم كانوا يصومون ستة وثلاثين يوما في السنة، ورُوي أن هذا كان فرضًا.
ورُوي أنه في بداية الإسلام -قبل فرض شهر رمضان- أُمر المسلمون أن يصوموا من كل شهر ثلاثة أيام، ثم نسخ هذا الأمر بفرض صيام شهر رمضان.
وهناك قول ثان يقول: إن الذين من قبلنا فرض عليهم شهر رمضان كما فرض على أمة الإسلام، هكذا رُوي عن الحسن البصري وغيره، وهذا هو ظاهر الآيات، والظاهر من السياق القرآني الكريم، أنه كما فرض عليكم فرض على من قبلكم، وهذا هو الأقرب.
والصيام معروف، فهو إمساك الصائم من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس عن المفطرات المعروفة، وقد ورد في بعض الأحاديث أن اليهود كانوا لا يفطرون حتى تشتبك النجوم، وهذه ديانة دانوا بها ولا أصل لها؛ ولذلك أمرنا بمخالفتهم، وورد أيضا في الحديث أن اليهود لا يتسحرون؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- الفرق بيننا وبينهم أكلة السحر .
هذا من جملة الفوارق بين صيامنا وصيامهم، ولعلهم تركوا ذلك من أنفسهم لأنه فرض عليهم.

line-bottom