تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح القواعد الأربعة
27367 مشاهدة
أهمية طلب العلم الشرعي

ونقول: أيها الإخوة إنكم بحاجة إلى التزود من العلم، بحاجة إلى التزود من الفقه، بحاجة إلى التزود من السنة النبوية، ومن العلوم الشرعية، ولو حصلتم على ما حصلتم عليه، فإن العلم ليس له المنتهى، حتى العلماء الجهابذة الأكابر يوصون تلاميذهم فيقولون: اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد أي: طوال الحياة. ويقول الإمام أحمد رحمه الله: من المحبرة إلى المقبرة! أي: مع ما وصل إليه - رحمه الله - من السعة في العلم، فإنه لم يفارق المحبرة التي هي الدواة التي يُكْتَبُ بها: من المحبرة إلى المقبرة.
وذلك لأن العلم كثير، ويقول بعض المشايخ: العلم كثير، والعمر قصير، فيجب على طالب العلم أن يبدأ بالأهم فالأهم. ولا شك أن أهم العلوم: علم العقيدة، وعلم الديانة، وقد رد بعض العلماء كابن عبد البر قول واحد من الشعراء:
وإذا طلبـت مـن العـلـوم أهمهـا
فأهمـها منـها مـقيمُ الألسـنِ
يقول:
لـو كـان ذا فقـه لقـال مبـادرا
فأهمهـا منـها مقيـم الأديـنِ
يعني: العلم الصحيح هو مقيم الدين، مقيم العبادة. لما ذكر أن أهم العلوم علم الديانة، قال:
هـذا الصـحيح, ولا مقالة جـاهـل
فأهمهـا منهـا مقيـم الألسـن
لـو كـان ذا فقـه لقـال مبـادرا:
فأهمـهـا منهـا مقيـم الأديـنِ
ودليله أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بقي عشر سنين بمكة لا يدعو إلا إلى علم العقيدة، لا يدعو إلا إلى علم الدين، الذي هو أساس كل علم، والذي هو أصل العلوم. بقية العلوم تتفرع عنه، أو بقية العلوم شرط له، أو هو شرط لبقية العلوم. فعلم الشريعة، أي: العلم الشرعي، الذي هو علم شريعة الله تعالى هو أهم ما يجب على المسلم أن يتعلمه؛ فلذلك نتواصى بأن نجد ونجتهد في طلب هذا العلم.