شرح القواعد الأربعة
معنى أن شرك الأولين أخف من شرك الحاليين
...............................................................................
وذكر أيضا الشيخ في موضع آخر من كتبه: أن المشركين الأولين أخف من المشركين الحاليين بأمرين:
هذا الأمر: هو إخلاصهم في الشدة، والأمر الثاني: أنهم لا يعبدون إلا أناسا صالحين -كالأنبياء والصالحين- أو يعبدون أشجارا وأحجارا لم تذنب، بل هي مسخرة، وأما هؤلاء القبوريون المشركون في هذا الزمان، فإنهم يعبدون أناسا فسقة وعصاة، يقول: إن الذين يعبدونهم ينقلون عنهم تلك القصص التي تدل على الفسوق، فينقلون عنهم الزنا، وأكل المال بغير حق، وينقلون عنهم شرب الخمور، وما أشبه ذلك. ولكن أتباعهم يدعون أنهم قد سقطت عنهم التكاليف، فلذلك لا حرج عليهم.
يذكرون ذلك حتى الآن في بعض البلاد التي تنتمي إلى الإسلام، ويكون عندهم من يسمونهم بالأولياء. فهذا الولي عندهم له مكانته، بحيث إنهم يزفون إليه العروس قبل أن تزف إلى زوجها حتى يفتضها، ويقولون: لتنالها بركة هذا الولي!! نعوذ بالله، وأنه يتصرف فيهم، إذا أخذ شيئا من أموالهم لم يطالبوه؛ لأن له عندهم مكانة، فلا يطالبونه ولا يأخذون منه، بل كأنه مفوض ليأخذ ما يريد، ثم بعد موته يغلون فيه، ويعبدونه من دون الله تعالى -نعوذ بالله-.
وكذلك ذكر لنا بعض المشايخ: أن البدوي اسم> الذي يعبد في مصر اسم> لم يشتهر بشيء من العبادة والصلاة، بل إنه دخل المسجد مرة، والناس في صلاة الجمعة، فكشف عن عورته وبال! والناس ينظرون، وَخَرَجَ ولم يصلِّ، فاتبعوه وقالوا: هذا مجذوب!! هذا قلبه عند ربه!! هذا قد وصل! وكان من آثار ذلك أن عُبِدَ، كما هو الحال، وإن كان له قصص أخرى ذُكِرَتْ في كتب التاريخ. وجنس هذا أيضا كثير.
وفي أبيات الصنعاني اسم> القصيدة البائية المشهورة، يقول فيها:
كقوم عراة في ذرى مصر اسم> ما تُرَى | على عـورة منهـم هنـاك ثيـابُ |
يعدونهم في مصرهم من خيارهم | دعـاؤهم وفيمـا يـرون مجـابُ |
معلوم أن أفضل الناس الأنبياء، وهل الأنبياء سقطت عنهم التكاليف؟ أفضلهم نبينا صلى الله عليه وسلم، قام في الليل حتى تفطرت قدماه، فقيل: تفعل ذلك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: رسم> أفلا أكون عبدا شكورا متن_ح> رسم> فكيف يقال: إن هؤلاء وصلوا إلى حظيرة القدس؟! وأنهم سقطت عنهم التكاليف؟ وأنهم أولياء الله؟! ويستدلون بقوله تعالى: رسم> أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ قرآن> رسم> .
فنقول لهم: اقرءوا ما بعدها: رسم> الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ قرآن> رسم> فكل من كان من أهل الإيمان الصحيح، وأهل التقوى الصحيح فإنه يكون من أولياء الله تعالى، فأما مثل هؤلاء فإما أنهم مجانين! فكيف يكون المجنون أفضل من الأنبياء؟! وإما أنهم عصاة معاندون، يقصدون من الناس أن يغلوا فيهم، وأن ينخدعوا بهم.
فهذا ونحوه دليل على أن الشرك بعبادة غير الله تعالى من الأموات ونحوهم، أنه من عادات المشركين الأولين والآخرين.
ذكرنا في المقدمة أن أول من انتبه لذلك وتوسع فيه شيخ الإسلام ابن تيمية اسم> رحمه الله، وتبعه على ذلك تلميذه ابن القيم اسم> فمن قرأ كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم) عرف أن الشيخ رحمه الله انتبه لما وقع فيه المشركون في زمانه من عبادة القبور، وكذلك ما ذكره ابن القيم اسم> بصيغة واضحة، وبعبارة قوية، في كتابه( إغاثة اللهفان) فلما أن الشيخ رحمه الله ابن عبد الوهاب اسم> انتبه لذلك، ألف فيه هذه المؤلفات التي نفع الله تعالى بها من أراد به خيرا.
وأما من كان محروما عن الخير فهو ممن عادى الله تعالى، وعادى أولياءه، وعادى دعوته.
نكتفي بهذا. بارك الله فيك فضيلة الشيخ!
س: يقول السائل: كيف نرد على من يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم ويستشهد على ذلك بقوله تعالى: رسم> وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا قرآن> رسم> سؤال> .
الآية صريحة في أنهم جاءوا إليك؛ أي في حياتك تائبين معترفين بأنه وقع منهم ظلم لأنفسهم؛ يقولون: يا رسول الله، نحن أخطأنا ووقعنا في معصية؛ فاستغفر لنا؛ حتى يغفر الله ما وقعنا فيه، نحن الآن تائبون، مقلعون من هذه الخطايا التي وقعنا فيها؛ فحث لهم على أن يستغفروا الله ويستغفر لهم الرسول، ولكن قد أخبر الله تعالى بأنهم يمتنعون من ذلك في قوله تعالى: رسم> وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ قرآن> رسم> ؛ والحاصل أن هذه الآية في المنافقين، والدليل ما قبلها من الآيات؛ من قوله تعالى: رسم> أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا قرآن> رسم> ثم قال بعد ذلك: رسم> وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ قرآن> رسم> أي جاءوك في حياتك فلا يغتر بمن جعلها عامة في إتيانه بعد موته؛ وأن من جاءه بعد موته، وقال: يا رسول الله استغفر لي، فإنه تحصل له المغفرة.
وأما الحكاية التي ذكرها ابن كثير اسم> عند تفسير هذه الآية، فهي مما أنكرت على ابن كثير اسم> رحمه الله؛ حكاية العتبي اسم> الذي ذكر أنه جاء أعرابي إلى القبر الشريف فأنشد بيتين، والبيتان الآن مكتوبان على القبر أو على الحجرة:
يا خـير من دفنت بالقـاع أعظمـه | فطـاب مـن طيبهن القـاع والأكم |
نفسـي الفـداء لقـبر أنت ساكـنه | فيه العفـاف وفيـه الجـود والكرم |
فالحاصل أن الآية خاصة بحياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولو كانت عامة له بعد موته لتوافد الناس في عهد الصحابة، وعهد الخلفاء وجاءوا أفواجا أفواجا، يقولون: يا رسول الله، استغفر لنا. يسألونه بعد موته، ولما لم يفعلوا دل على أنهم فهموا أنها خاصة بحياته نعم.
س: يقول السائل: ما الفرق بين دعاء العبادة ودعاء المسألة مع أن كلا منهما مستلزم الآخر؟ سؤال>
دعاء العبادة تدخل فيه جميع القربات؛ فالصدقة عبادة وكذلك الصلاة عبادة، وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار، والحج والعمرة والجهاد والاعتكاف يعني: سائر القربات تسمى عبادة، ولكن نسميها دعاء؛ لأن الذي يفعلها -كما ذكرنا- ما قصد إلا الثواب عليها؛ فلسان حاله يقول: أصلي لك يا رب حتى تغفر لي، أتصدق لك يا رب حتى تخلف علي وتبارك لي وترزقني، أحج لك يا رب حتى تعتقني من النار، أصوم لك حتى تغفر سيئاتي؛ فكأنه بلسان الحال يدعو؛ فلذلك تسمى العبادة دعاء؛ دعاء عبادة، أي: أنها تتضمن الدعاء.
وأما دعاء المسألة: فهي الطلب؛ كونه يرفع يديه، ويسأل ربه، هذا دعاء مسألة، ولكن هو في الحقيقة يستلزم دعاء العبادة، يعني: إذا عرفنا أن العبادة هي الذل، فالذي يسأل الله تعالى يستلزم أن يكون في حالة سؤاله متذللا متواضعا متخشعا متضرعا، وهذا هو التعبد. نعم.
س: يقول: هل نحكم بكفر كثير من المسلمين اليوم الذين يطوفون على القبور ويعظمونها؟ سؤال>
لا شك أنهم بهذه الحال قد وقعوا في الشرك؛ فنقول: إنكم مشركون وإن فعلكم هذا من الشرك؛ إذا كنتم تذبحون للقبور، وتتعبدون عندها، وتتحرون الصلاة عندها، وتفضلون ذلك على عبادة الله، وعلى طاعته في المساجد، تفضلون الصلاة عندها على الصلاة في المساجد، وتفضلون دعاء هذا الميت؛ هذا المقبور على دعاء الله السميع القريب؛ فقد أشركتم شئتم أم أبيتم، ولو سميتم ذلك توسلا واستشفاعا وتبركا وتقربا؛ فإنه لا يفيدكم، فأنتم مشركون إلا أن تتوبوا. نعم.
س: يقول: من الشبهات التي يتشبث بها المستغيثون بغير الله آيات كثيرة تدل على الاستجابة بأصحاب القبور لتفريج قربات من سألهم؛ إجابة دعواهم، والله عز وجل إنما عاب . المشركين بأن..، فكيف يرد على هذه الشبه؟ سؤال>
في الحقيقة ليس هناك نفع لهذه المعبودات، وما يحصل إنما هو ابتلاء وامتحان؛ يعني إذا قدر مثلا أنه دعا السيد، قال يا سيدي: انتقم لي من فلان، فقدر أن هذا الذي دعا عليه أصيب بمصيبة أو مات؛ فهذا ليس بسبب دعوته، وليس بتأثير ذلك المقبور، وإنما هو قضاء، وقدر وقد يكون أيضا فتنة؛ فتنة ليظهر من يعبد الله ومن يعبد غير الله، ولكن الأكثر أنها لا تنفعهم، وقد كان المشركون الأولون يعبدون معبوداتهم من الأشجار والأحجار، ويسمعون كلاما حولها؛ يظنون أنها هي التي تخاطبهم، وكذلك أيضا قد تجاب دعوتهم، يأتيهم رحمة وغيث ونحو ذلك ابتلاء وامتحانا، وليس ذلك بتأثير الأشجار والأحجار، وإنما هو من الله تعالى، فمن سبر أحوالهم عرف أنها لا تفيدهم، وإنما تقع هذه الوقائع على وجه المصادفة. نعم.
س: يقول: هناك من يقول: إن التوسل بالمقبور جائز، وذلك أن التوسل بالعمل الصالح جائز، والعمل مخلوق؛ فعليه يكون التوسل بالمقبور جائزا، فكيف الرد على هذه الشبهة؟ سؤال>
العمل لا شك أنه عمل الإنسان وأنه يفيده؛ يرحمه الله تعالى بسبب عمله، عمله الصالح؛ كما يعاقبه بسبب عمله السيئ؛ فإذا توسل إلى الله تعالى بأعماله الصالحة؛ فكأنه يقول: أسألك يا رب، لا أسأل غيرك؛ فإني عبدك المؤمن المصلي الصائم، من أعمالي أني قد تصدقت بكتابك وقرأت كتابك، واتبعت ما فيه، من أعمالي أني صدقت نبيك واتبعت سيرته وسنته، ومن أعمالي: أني أقمت شعائر الإسلام؛ يتوسل بأعماله الصالحة يرجو أن الله تعالى قد قبلها، وأنه يظهر عليه أثرها. فعمل الإنسان ولو كان الإنسان مخلوقا وعمله مخلوقا فإنه يضاف إليه وينفعه، ولا ينفع الإنسان إلا ما عمل: رسم> مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ قرآن> رسم> .
وأما التوسل بالمخلوق: فإن كان حيا فالتوسل بدعائه جائز؛ كأن يقول: يا أخي، بصفتك من عباد الله الصالحين، أشركني في دعواتك ادع ربك لي أن يمحو عني سيئاتي وأن يتوب علي، فهذا جائز، ورد أنه: رسم> ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: آمين، ولك بمثل متن_ح> رسم> .
فلا مانع أن تطلب من أخيك أن يدعو لك أو توصيه بأن يدعو لك؛ فهذا توسل بدعائه وهو حي، فأما بعد الموت: فقد انقطع عمله رسم> إذا مات ابن آدم انقطع عمله متن_ح> رسم> فكيف مع ذلك يدعى أو يتوسل به؟
يجوز التوسل بمحبة الصالحين، والمحبة تعتبر عملا صالحا؛ فإذا سألت الله وقلت: يا ربي، أسألك بأني أحبك وأحب عبادك الصالحين، أتوسل إليك بمحبتي لك وبمن أحببتهم وبالأعمال الصالحة التي تحبها أن ترحمني وأن تغفر لي؛ فهذا أيضا عملك، المحبة عمل قلبي، فإذا توسلت بها توسلت بعمل ينسب إليك. نعم.
س: يقول السؤال: لماذا نلاحظ عدم تركيز الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> رحمه الله على توحيد الأسماء والصفات وذلك في كتبه التي صنفها؟ سؤال>
يظهر أنه اهتم بتوحيد العبادة لكثرة من خالفه، ولكثرة من أنكروا عليه، فأخذوا يضللونه ويكفرونه ويقاتلون أتباعه ويحذرون منهم؛ فجعل اهتمامه في توحيد العبادة ومناقشة شبهاتهم التي يدلون بها عليه، وأكب على ذلك، ولا شك أيضا أنه يثبت الأسماء والصفات؛ كما يدل على ذلك استنباطاته التي في كتاب التوحيد، المسائل التي في كتاب التوحيد: إذا جاء ذكر الصفة أثبتها، إذا مر بصفة لله كقوله: رسم> لا يسأل بوجه الله إلا الجنة متن_ح> رسم> استنبط منها إثبات صفة الوجه وأشباه ذلك، وهكذا أيضا تلاميذه تكلموا أيضا على توحيد الصفات. نعم.
س: يقول السائل: ما حكم قول القائل: اللهم إنا نتوسل إليك بحبك لنبينا؟ سؤال>
يجوز أن يقول: نتوسل إليك بحبنا لنبيك، يعني: بعملنا وهو أننا نحب نبيك، وأما حب الله تعالى؛ فإنما يحصل لمن أحبهم؛ فلا يجوز أن تقول: بحبك لفلان؛ كأنك تقول: بحبك له أتوسل إليك بكونه محبوبا عندك. أما إذا توسلت بفعلك؛ فلا بأس؛ بحبي لنبيك وبحبي لك وبحبي لأوليائك وهكذا. نعم.
س: يقول السؤال: كيف نرد على من .. جواز اتخاذ القبور مساجد بأن قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مسجده؟ سؤال>
لما مات النبي -صلى الله عليه وسلم- دفن في حجرته، وكانت حجرته خارجة من المسجد، منفصلة عنه، ثم سبب ذلك: ما ذكرت عائشة اسم> قالت: لما نزل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا أغتم بها كشفها فقال هو كذلك: رسم> لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد متن_ح> رسم> يحذر ما صنعوا، قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا أو خشي.
فتقول: إنهم لو أبرزوه وجعلوه بارزا؛ لخيف أن الناس يقصدونه ويتخذونه مسجدا؛ يعني: موضع سجود، يعني يسجدون عنده، يصلون عنده. فهذا هو السبب في أنه دفن في حجرته؛ ليكون أبعد لأن يتخذ مسجدا؛ يعني أن يصان في هذه الحجرة، وقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- دعا الله: رسم> اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد متن_ح> رسم> كما في الموطأ وغيره.
ولما كان في خلافة الوليد بن عبد الملك اسم> وكثرت الفتوحات عنده، أراد أن يوسع المسجد النبوي اسم> كما وسع غيره من المساجد، ولما احتيج إلى التوسعة احتيج إلى إدخال الحجرات؛ يعني بيوت زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك بعد موت الصحابة بالمدينة اسم> لم يكن هناك بالمدينة اسم> أحد خالف؛ يعني حي في ذلك العهد، فرأى أن يلزم أهل الفتوى أن يفتوا بجواز ذلك؛ فأفتى بعضهم مكرها، وامتنع بعضهم من الفتوى بجواز ذلك.
ولكن يقولون: دعت التوسعة إلى إدخال الحجرات، ومن جملتها حجرة عائشة اسم> ثم إن السلف لما أنهم أدخلوه جعلوا الحجرة في زاوية مثلثة حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره، يقول ابن القيم اسم> رحمه الله:
فأجـاب رب العالمـين دعـاءه | وأحـاطـه بثـلاثـة الجـدران |
س: يقول السؤال: ذكرتم تفسير قول الله تعالى: رسم> وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ قرآن> رسم> فإلى من يعود الضمير في قوله: رسم> وَقَاتِلُوهُمْ قرآن> رسم> ؟ سؤال>
يعود إلى المشركين والكفار الذين دينهم لغير الله تعالى؛ أي قاتلوا الناس الذين يدينون بغير دين الله تعالى؛ حتى يكون الدين كله لله، واستدل بهذه الآية على قتال المشركين كلهم، ولكن ذكروا أنها مقيدة بقوله تعالى: رسم> قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ قرآن> رسم> إلى قوله: رسم> حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ قرآن> رسم> يعني أهل الكتاب أنهم يقرون على دينهم إذا بذلوا الجزية والتزموا بالصغار، وإلا فبقية الكفار لا يقرون على أديانهم يقاتلون حتى يكون الدين كله لله. نعم.
س: يقول السائل: ما الأمور التي تعين العبد على تكميل العبودية في الظاهر والباطن لله -عز وجل-؟ سؤال>
الأمور هذه منها: استحضار عظمة الله تعالى، والتفكر في آياته ومخلوقاته، ومنها: التحقق من تصديق القلب بما جاء عن الله تعالى في كتابه، وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومنها: استحضار الثواب والعقاب الذي رتبه الله تعالى على الطاعات، وعلى المعاصي؛ فإذا استحضر العبد ذلك، واستحضر أن ربه تعالى يراه عبد الله كما قال -صلى الله عليه وسلم- في تفسير الإحسان: رسم> أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك متن_ح> رسم> أي استحضر أنك ترى الله؛ ليكون ذلك أدعى إلى حضور قلبك وإلى خشوعك، وإلى إخلاصك وإلى خوفك من الله الخوف الشديد، وكذلك استحضر أنك بمرأى ومسمع من الله تعالى، وأنك لا تخفى عليه وأنه معك يراقبك ويراك: رسم> الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قرآن> رسم> وذلك من الأسباب والأسباب كثيرة. نعم.
س: أثابكم الله فضيلة الشيخ! يقول السائل: لماذا أدخل العلماء مسائل متعددة في كتب عديدة مثل مسح الخفين والسمع والطاعة والأخلاق وغيرها؟ سؤال>
لأن الخلاف فيها مع المبتدعة، فلما كانوا يذكرون خلافات المبتدعة ذكروا ما خالف فيه المبتدعة.
فمسح الخفين أنكره الخوارج، وأنكره في زماننا الرافضة والإباضية، وهو من السنة كان العلماء يقررونه في مقرارتهم حتى قال: ابن المبارك اسم> - رحمه الله- إن الرجل ليسألني عن حكم المسح على الخفين فأظنه من أهل الأهواء؛ يعني إذا سألني عرفت أنه من أهل الأهواء، يعني من أهل البدع؛ وذلك لأن الذين ينكرون ذلك يكذبون بالأحاديث أو يطعنون في رواتها كالرافضة، مع أن الرافضة من عقيدتهم مسح القدمين، لا يغسلونها مع ثبوت الأحاديث التي في مسح الخفين وغسل القدمين.
وأما السمع والطاعة فإن الخلاف فيه مع المبتدعة؛ أولهم الخوارج الذين يرون عدم طاعة الوالي إذا أظهر أية معصية، ثم تبعه المعتزلة، ولا يزالون على هذه العقيدة يرون أن من واجبهم أن يخرجوا على الأئمة إذا رأوا منهم منكرا، ويسمون ذلك في عقيدتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
عقيدة المعتزلة تنبني على خمسة الأصول المشهورة والتي شرحها عالمهم وكبيرهم القاضي عبد الجبار الهمداني اسم> له كتب مطبوعة تؤيد عقيدتهم، أوسعها كتابه الذي سماه المغني طبع - مع الأسف- محققا في أربعة عشر مجلدا، وطبع أيضا له كتاب اسمه الأصول الخمسة يعني التي بنوا عليها معتقدهم؛ أولها: التوحيد ويعنون به إنكار الصفات، وثانيها: العدل ويعنون بها إنكار قدرة الله، وثالثها: منزلة بين المنزلتين ويعنون بها إخراج العاصي من الإسلام، وعدم إدخاله في الكفر، ورابعها: إنفاذ الوعيد أي تخليد العصاة في النار، وخامسها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويعنون به الخروج على الأئمة. نعم.
س: يقول السائل: فضيلة الشيخ ذكرت حفظك الله أن أهل كل زمان يقومون بما يرونه مهما في زمانهم، وقد انتشر في هذا الزمان فتنة من أكبر فتن الشرك كما قال تعالى: رسم> أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ قرآن> رسم> وكما في حديث عدي بن حاتم اسم> وهي تلك في الحكم بغير ما أنزل الله، والتحاكم إلى الطاغوت وهذا يناقض التوحيد، وهناك من يهون بخطورة هذا الشرك فما توجيهكم حفظكم الله؟ سؤال>
لا شك أيضا أن هذا مما تمكن في هذه الأزمنة، فالكثير من الدول عطلوا الحكم الشرعي، وقننوا لهم قوانين، وجعلوها بدل حكم الله تلك القوانين الوضعية، وكذلك كثير من العادات في البوادي يسمونها العادات ويسمونها السلوك.
والعلماء في هذه البلدة أي في المملكة اسم> قد ردوا على ذلك، فمن أشهر من كتب في ذلك الشيخ محمد بن إبراهيم اسم> -رحمه الله- في رسالة مطبوعة التي في الرد على القوانين وعلى من يحكمون بغير شرع الله، وبيان حكمهم.
وقد تقدمه أيضا الشيخ محمد بن الوهاب اسم> فأنه لما ذكر رءوس الطواغيت عد منهم من حكم بغير ما أنزل الله.
ولا شك أن تلك القوانين التي يرتضيها كثير من الدول صارت في نظرهم أنها شريعة يرجع إليها، ويقدمونها على الشرع.
هذا دليل على أنهم لم يقتنعوا بشرع الله، ويدعون أنه لا يناسب زمانهم وأنه وأنه.
فيرجع إلى ما كتبه علماء الأمة، بل يرجع إلى القرآن الذي فند طرق هؤلاء القانونيين وكفرهم في قوله: رسم> وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ قرآن> رسم> والآيتان بعدها، وقوله: رسم> أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ قرآن> رسم> ونحو ذلك. نعم.
س: أثابكم الله، يقول السائل: شيخنا الفاضل حفظك الله ما هو أفضل كتاب يبين دعوة الإمام محمد بن الوهاب اسم> ويفند الشبهات حوله أفيدونا أثابكم الله. سؤال>
هناك تراجم له؛ يعني في بيان دعوته ومن أشهرها كتاب لعالم يقال له: أحمد بن حجر اسم> الآن يوجد شيخ كبير في قطر اسم> الكتاب اسمه الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> ودعوته وقدم له سماحة الشيخ، أو صححه الشيخ ابن باز اسم> رحمه الله لما طبع الطبعة الثانية.
فنحيل أيضا إلى كتب الردود الضياء الشارق للشيخ سليمان بن سحمان اسم> أيضا ذكر في مقدمته ترجمة للشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> كذلك تأريخ نجد اسم> للشيخ ابن غنام حسين بن غنام اسم> كتاب اسمه روضة الأذكار والأفهام لمرتادي حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام ؛ يمكن في مجلدين، المجلد الأول يتعلق بسيرة الشيخ وبكثير من رسائله، والثاني بغزواته التي كانت في عهده. كذلك أيضا عنوان المجد في تأريخ نجد اسم> لابن بشر اسم> أيضا ذكر فيه تأريخ الدعوة وسيرته وسيرة بعض تلاميذه وتلاميذهم، والحوادث إلى حدود سنة ألف ومائتين وسبعين.
كذلك كتب كتبها كثير من المتأخرين في بحوث قدمت في أسبوع الشيخ محمد بن الوهاب اسم> الذي أقامته جامعة الإمام قبل ثلاث وعشرين سنة ونحوه، هذه مراجع تتعلق ببيان الدعوة وببيان حقيقتها. نعم.
س: يقول السائل: ما هي نصيحتكم فضيلة الشيخ لمن يريد أن يدرس علم التوحيد؟ وكيف يحقق ذلك في نفسه؟ سؤال>
فننصح بأن يقرأ هذا الكتاب، كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، ويقرأ شروحه أوسعها تيسير العزيز الحميد ثم يليه فتح المجيد، ثم يليه إبطال التنديد.
وله أيضا شروح أخرى متأخرة للشيخ محمد بن عثيمين اسم> حفظه الله وغيره من الشروح كذلك أيضا بقية رسائل الشيخ مفيد المستفيد فيه- أيضا- فوائد، وكذلك رسائله الأخرى ورسائل تلاميذه، من أراد أن يدرس علم هذا التوحيد. وكان شيخنا محمد بن إبراهيم اسم> - رحمه الله- له عناية بكتاب التوحيد، وله معرفة بمقاصده، إذا شرحه يشرح فيه قواعد وفوائد تدل على عمق معرفته- رحمه الله- إلا أنه في زمانه ما خرجت هذه التسجيلات، لو سجلت لأفادت فائدة كبيرة، ولكن تلاميذه أخذوا منه بعض التقارير يمكن أن توجد عند كثير من آل الشيخ ومن حفدته ومن تلاميذه، وأيضا إذا أراد أن يعرف هذا في كتب الآخرين.
يقال: أيضا كتب المتقدمين التوسل والوسيلة لابن تيمية اسم> ورسالة الواسطة، وغير ذلك مما أشرنا إليه. نعم.
س: أثابكم الله، يقول السائل: كيف نجمع بين قول الله تعالى: رسم> وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا قرآن> رسم> وأن الملك عند نفخ روح في الجنين يكتب أشقي هو أم سعيد وقوله تعالى: رسم> إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا قرآن> رسم> ؟ سؤال>
لا شك أن الأمور مقدرة في الأزل، وأن الله تعالى علم في الأزل من هو شقي أو سعيد، وكتب ذلك في أم الكتاب، وهو مما يؤمنون به في أصول القدر وفي أصله، ولكن نؤمن أيضا بأن الله تعالى جعل للشقاء أسبابا وللسعادة أسبابا، أسبابا ظاهرة، وأنه- سبحانه- أعطى الإنسان قوة وقدرة تكون أسبابا للهداية، وتلك القدرة منها الجهاد رسم> وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا قرآن> رسم> يعني الذين وفقهم الله وأعانهم وأخذ بقلوبهم وهداهم، فبذلوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله جهاد بالنفس أو باللسان أو بالمال أي نوع من أنواع الجهاد، فإن الله إذا وصفهم بذلك سلك بهم السبل السوية التي توصلهم إلى الصواب.
وكذلك بقية الأعمال التي إذا عملوها صارت سببا فالدعاء سؤال الله تعالى سبب ولو كان مكتوبا، قد علم الله من يدعو وعلم من يستجاب دعاؤه قبل خلق الخلق.
تكلم ابن القيم اسم> في أول كتابه الجواب الكافي عن الدعاء؛ يعني ذكر أن الإنسان مأمور بأن يدعو الله تعالى، ثم أورد سؤالا وقال: إذا كان هذا الذي أنا أدعو به قد كتب علي فلا فائدة في دعائي، وإذا لم يكتب لي فلا فائدة في دعائي. فأجاب بأنه مكتوب ومأمور بأن تدعو، فأنت مأمور بأن تدعو أزلا، وجعل دعائك في الأزل سببا، كما جعل أيضا أعمالك الأخرى سببا من أسباب سعادتك، وجعلت المعاصي سببا من أسباب الشقاوة ولو كانت أزلية.
فيؤمن الإنسان بالأمور الأزلية القديمة، ومع ذلك لا ينكر أي أن تكون لها أسباب حسية ظاهرة كالأسباب الظاهرة في أمور المعاش، يعني لكسب المعيشة وفي تحصيل الرزق وفي تحصيل الولد، وفي الأسباب الحسية كالأكل والشرب واللباس وما أشبه ذلك. نعم.
س: أثابكم الله فضيلة الشيخ. يقول السؤال: فضيلة الشيخ ما الفرق بين الأصل والقاعدة في الفقه؟ سؤال>
قعد الفقهاء قواعد، وجعلوها أدلة عامة، وتلك القواعد أخذوها من الأدلة؛ من الآيات ونحوها.
قد تكون نص حديث مثل قوله: رسم> لا ضرر ولا ضرار متن_ح> رسم> جعلوها قاعدة.
وأما الأصول فاصطلحوا على أنها الأصول التي هي أصول الأدلة؛ كقولهم: الأصول أربعة: الكتاب والسنة والاجماع والقياس، وذكروا أيضا أصولا مختلفًا فيها كقول الصحابي والاستصحاب والمصالح والمرسلة والاستحسان وشرع من قبلنا وبراءة الذمة؛ يسمونها أصولا يعني أنها أصول الأدلة. نعم.
س: يقول السؤال: كيف يعرف العبد أن ما أصابه ابتلاء أو عقوبة وما هي الفروق بين الابتلاء والعقوبة؟ سؤال>
عليه أن يتفقد نفسه، لا شك أن المصائب قد تصيب الأنبياء والأولياء والصالحين، ويكون ذلك لرفع درجاتهم؛ قال رجل: يا رسول الله، إني أحبك، فقال: رسم> إن كنت صادقا فأعد للبلاء تجفافا فإن البلاء أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منحدره رسم> فالابتلاء يكون للصالحين ولغيرهم.
وأما العقوبة هي العقوبة على ذنب؛ قد تكون قد تنزل بأصحاب الذنوب عقوبات وقد لا تنزل بهم، بل يحصل لهم عافية وسرور وهم مذنبون، ويؤخر عنهم والأدلة على ذلك كثيرة، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- رسم> إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم متن_ح> رسم> ومثل قوله: رسم> إن عظم الجزاء مع عظم البلاء متن_ح> رسم> وغير ذلك من الأدلة.
س: يقول السؤال: هل يوجد شرح لهذه القواعد الأربع؟ سؤال>
ما أتذكر، قد شرحناها في بعض الدروس يمكن أن يوجد الشرح في بعض التسجيلات، شرحها أيضا كثير من المشائخ فلا بد أنها سجلت شروحا، أما الطبع فما أتذكر ويحتمل. نعم.
س: يقول السؤال: هل صحيح أن الشرك الأصغر أعظم من كبائر الذنوب بإطلاق؟ سؤال>
هكذا ذكر العلماء، روي عن ابن مسعود اسم> -رضي الله عنه- أنه قال: لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا ذكر هذا في كتاب التوحيد، يقول الشارح: لأن حسنة الصدق مع ذنب الشرك أكبر؛ يعني ذنب الشرك مع حسنة الصدق أعظم من سيئة الكذب مع الحلف بالله؛ أي أن الحلف بغير الله شرك والحلف بالله توحيد، والكذب أهون من الشرك. نعم.
س: يقول السؤال: هل اعتراف الكفار بتوحيد الربوبية ينطبق على الكفار في هذا الزمان؟ سؤال>
قد ينطبق، وقد يوجد الدهريون أو ما يسمى بـ الشيوعيون وهؤلاء يصدق عليهم أنهم معاندون لما تقتضيه العقول، حكماء الفلاسفة المتقدمون يعترفون بتوحيد الربوبية ويعترفون بوجود الخالق، إذا رأوا الأدلة العقلية فلذلك يكونون مع ذلك معترفين بتوحيد الربوبية، وأما هؤلاء الشيوعيون فهم معاندون مخالفون لما تقتضيه عقولهم. نعم.
س: يقول السؤال ما الدليل على أن الشرك الأصغر يخرج صاحبه من النار ويدخل الجنة؟ سؤال>
يختلف الشرك الأصغر باختلاف درجاته، فإذا كان مثلًا أنه شرك في أوله، ولكن تمادى مع صاحبه إلى أن صار أكبر صار من الخالدين في النار، وأما إذا كان مجرد تحسين للأعمال ونحو ذلك، فحيث أن صاحبه من أهل التوحيد أصلا يدخل في عموم الآيات والأحاديث التي فيها إخراج أهل التوحيد؛ لأن معه أصل التوحيد. نعم.
س: يقول السؤال فضيلة الشيخ ذكر بعض أهل العلم في الشفاعة المثبتة شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذكروا لها أقساما نرجو ذكرها، وجزاكم الله خيرا؟ سؤال>
تجدونها مذكورة في فتح المجيد وغيره، ذكرها أيضا شارح الطحاوية؛ أكبرها الشفاعة العظمى؛ مجيء الله تعالى لفصل القضاء، ثم الشفاعة لأهل الجنة أن يدخلوها، والشفاعة لبعض أهل الجنة في رفع منازلهم، والشفاعة لأهل الكبائر أن يخرجوا من النار، وهذه الشفاعة يشاركه فيها الأنبياء والأولياء والملائكة، والشفاعة لأبي طالب اسم> أن يخفف عنه العذاب. نعم.
س: يقول السؤال: هل يحكم على من مات على الشرك أو الكفر يقينا بالنار سواء أكان كافرا كفرا أصليا أم كفر ردة؟ سؤال>
نعم الأصل أن من مات على الشرك فهو في النار، ذكر الشيخ حديثا عن جابر اسم> وعن ابن مسعود اسم> في كتاب التوحيد باب الخوف من الشرك: رسم> من مات يدعو لله ندا دخل النار متن_ح> رسم> وأحاديث كثيرة؛ يعني أن أهل الشرك هم من أهل النار، والمراد بهم المصرون على الشرك. نعم.
س: يقول السؤال: فضيلة الشيخ الحاكم الذي بدل شرع الله تعالى بشريعة وضعية هل يكفر بمجرد فعله، أو لا بد من اعتبار الاعتقاد أيضًا؟ سؤال>
لا شك أن ظاهر الفعل أنه كفر؛ لأنه إذا غير شرع الله وسن شرعا غير شرعه صدق عليه أنه حكم بغير ما أنزل الله؛ فيدخل في قوله: رسم> وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ قرآن> رسم> يدخل في الآية كل من تعمد تغيير شرع الله، واعترض على الشرع، وادعى أن ما شرعه الآدميون أحسن من شرع الله. نعم.
س: يقول السؤال: من أذنب ذنبا ثم عزم على التوبة والاستغفار وعدم العودة، ثم بعد فترة من الزمن وقع في نفس الذنب هل يكون هذا من الإصرار؟ سؤال>
ورد في بعض الآثار: ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة. إذا كان كلما وقع منه ذنب ندم وتاب واستغفر؛ فإن النفس أمارة بالسوء. نعم.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه وسلم.
مسألة>