إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
شرح القواعد الأربعة
33711 مشاهدة print word pdf
line-top
معنى أن شرك الأولين أخف من شرك الحاليين

...............................................................................


وذكر أيضا الشيخ في موضع آخر من كتبه: أن المشركين الأولين أخف من المشركين الحاليين بأمرين:
هذا الأمر: هو إخلاصهم في الشدة، والأمر الثاني: أنهم لا يعبدون إلا أناسا صالحين -كالأنبياء والصالحين- أو يعبدون أشجارا وأحجارا لم تذنب، بل هي مسخرة، وأما هؤلاء القبوريون المشركون في هذا الزمان، فإنهم يعبدون أناسا فسقة وعصاة، يقول: إن الذين يعبدونهم ينقلون عنهم تلك القصص التي تدل على الفسوق، فينقلون عنهم الزنا، وأكل المال بغير حق، وينقلون عنهم شرب الخمور، وما أشبه ذلك. ولكن أتباعهم يدعون أنهم قد سقطت عنهم التكاليف، فلذلك لا حرج عليهم.
يذكرون ذلك حتى الآن في بعض البلاد التي تنتمي إلى الإسلام، ويكون عندهم من يسمونهم بالأولياء. فهذا الولي عندهم له مكانته، بحيث إنهم يزفون إليه العروس قبل أن تزف إلى زوجها حتى يفتضها، ويقولون: لتنالها بركة هذا الولي!! نعوذ بالله، وأنه يتصرف فيهم، إذا أخذ شيئا من أموالهم لم يطالبوه؛ لأن له عندهم مكانة، فلا يطالبونه ولا يأخذون منه، بل كأنه مفوض ليأخذ ما يريد، ثم بعد موته يغلون فيه، ويعبدونه من دون الله تعالى -نعوذ بالله-.
وكذلك ذكر لنا بعض المشايخ: أن البدوي الذي يعبد في مصر لم يشتهر بشيء من العبادة والصلاة، بل إنه دخل المسجد مرة، والناس في صلاة الجمعة، فكشف عن عورته وبال! والناس ينظرون، وَخَرَجَ ولم يصلِّ، فاتبعوه وقالوا: هذا مجذوب!! هذا قلبه عند ربه!! هذا قد وصل! وكان من آثار ذلك أن عُبِدَ، كما هو الحال، وإن كان له قصص أخرى ذُكِرَتْ في كتب التاريخ. وجنس هذا أيضا كثير.
وفي أبيات الصنعاني القصيدة البائية المشهورة، يقول فيها:
كقوم عراة في ذرى مصر ما تُرَى
على عـورة منهـم هنـاك ثيـابُ
يعدونهم في مصرهم من خيارهم
دعـاؤهم وفيمـا يـرون مجـابُ
يعني: وصلوا إلى هذه الحالة، أنهم يمشون عراة، ليس على عوراتهم ثياب، وأن ضعفاء الدين يتمسحون بهم، ويدعون أنهم من خيارهم، وأن دعوتهم مستجابة. فأين هذا من شرك العبودية؟! الذين إنما يعبدون الصالحين لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح الصالحين، وكذلك قوم نوح إنما عبدوا أناسا صالحين ودا و سواع ونحوهم. فكيف بمن يعبد هؤلاء الفسقة؟
معلوم أن أفضل الناس الأنبياء، وهل الأنبياء سقطت عنهم التكاليف؟ أفضلهم نبينا صلى الله عليه وسلم، قام في الليل حتى تفطرت قدماه، فقيل: تفعل ذلك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدا شكورا فكيف يقال: إن هؤلاء وصلوا إلى حظيرة القدس؟! وأنهم سقطت عنهم التكاليف؟ وأنهم أولياء الله؟! ويستدلون بقوله تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .
فنقول لهم: اقرءوا ما بعدها: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ فكل من كان من أهل الإيمان الصحيح، وأهل التقوى الصحيح فإنه يكون من أولياء الله تعالى، فأما مثل هؤلاء فإما أنهم مجانين! فكيف يكون المجنون أفضل من الأنبياء؟! وإما أنهم عصاة معاندون، يقصدون من الناس أن يغلوا فيهم، وأن ينخدعوا بهم.
فهذا ونحوه دليل على أن الشرك بعبادة غير الله تعالى من الأموات ونحوهم، أنه من عادات المشركين الأولين والآخرين.
ذكرنا في المقدمة أن أول من انتبه لذلك وتوسع فيه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتبعه على ذلك تلميذه ابن القيم فمن قرأ كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم) عرف أن الشيخ رحمه الله انتبه لما وقع فيه المشركون في زمانه من عبادة القبور، وكذلك ما ذكره ابن القيم بصيغة واضحة، وبعبارة قوية، في كتابه( إغاثة اللهفان) فلما أن الشيخ رحمه الله ابن عبد الوهاب انتبه لذلك، ألف فيه هذه المؤلفات التي نفع الله تعالى بها من أراد به خيرا.
وأما من كان محروما عن الخير فهو ممن عادى الله تعالى، وعادى أولياءه، وعادى دعوته.
نكتفي بهذا. بارك الله فيك فضيلة الشيخ!
س: يقول السائل: كيف نرد على من يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم ويستشهد على ذلك بقوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا .
الآية صريحة في أنهم جاءوا إليك؛ أي في حياتك تائبين معترفين بأنه وقع منهم ظلم لأنفسهم؛ يقولون: يا رسول الله، نحن أخطأنا ووقعنا في معصية؛ فاستغفر لنا؛ حتى يغفر الله ما وقعنا فيه، نحن الآن تائبون، مقلعون من هذه الخطايا التي وقعنا فيها؛ فحث لهم على أن يستغفروا الله ويستغفر لهم الرسول، ولكن قد أخبر الله تعالى بأنهم يمتنعون من ذلك في قوله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ؛ والحاصل أن هذه الآية في المنافقين، والدليل ما قبلها من الآيات؛ من قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ثم قال بعد ذلك: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ أي جاءوك في حياتك فلا يغتر بمن جعلها عامة في إتيانه بعد موته؛ وأن من جاءه بعد موته، وقال: يا رسول الله استغفر لي، فإنه تحصل له المغفرة.
وأما الحكاية التي ذكرها ابن كثير عند تفسير هذه الآية، فهي مما أنكرت على ابن كثير رحمه الله؛ حكاية العتبي الذي ذكر أنه جاء أعرابي إلى القبر الشريف فأنشد بيتين، والبيتان الآن مكتوبان على القبر أو على الحجرة:
يا خـير من دفنت بالقـاع أعظمـه
فطـاب مـن طيبهن القـاع والأكم
نفسـي الفـداء لقـبر أنت ساكـنه
فيه العفـاف وفيـه الجـود والكرم
يقول: إنه لما رجع- يقول العتبي - غلبتني عيني، فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال أدرك الأعرابي؛ أخبره أن الله قد غفر له. الحكاية لا سند لها ولا أصل لها، ومع ذلك -ومع الأسف- يكثر تناقلها حتى في كتب العلماء؛ الكتب الفقهية حتى ذكرها صاحب كشاف القناع وغيره؛ فلا يغتر بها.
فالحاصل أن الآية خاصة بحياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولو كانت عامة له بعد موته لتوافد الناس في عهد الصحابة، وعهد الخلفاء وجاءوا أفواجا أفواجا، يقولون: يا رسول الله، استغفر لنا. يسألونه بعد موته، ولما لم يفعلوا دل على أنهم فهموا أنها خاصة بحياته نعم.
س: يقول السائل: ما الفرق بين دعاء العبادة ودعاء المسألة مع أن كلا منهما مستلزم الآخر؟
دعاء العبادة تدخل فيه جميع القربات؛ فالصدقة عبادة وكذلك الصلاة عبادة، وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار، والحج والعمرة والجهاد والاعتكاف يعني: سائر القربات تسمى عبادة، ولكن نسميها دعاء؛ لأن الذي يفعلها -كما ذكرنا- ما قصد إلا الثواب عليها؛ فلسان حاله يقول: أصلي لك يا رب حتى تغفر لي، أتصدق لك يا رب حتى تخلف علي وتبارك لي وترزقني، أحج لك يا رب حتى تعتقني من النار، أصوم لك حتى تغفر سيئاتي؛ فكأنه بلسان الحال يدعو؛ فلذلك تسمى العبادة دعاء؛ دعاء عبادة، أي: أنها تتضمن الدعاء.
وأما دعاء المسألة: فهي الطلب؛ كونه يرفع يديه، ويسأل ربه، هذا دعاء مسألة، ولكن هو في الحقيقة يستلزم دعاء العبادة، يعني: إذا عرفنا أن العبادة هي الذل، فالذي يسأل الله تعالى يستلزم أن يكون في حالة سؤاله متذللا متواضعا متخشعا متضرعا، وهذا هو التعبد. نعم.
س: يقول: هل نحكم بكفر كثير من المسلمين اليوم الذين يطوفون على القبور ويعظمونها؟
لا شك أنهم بهذه الحال قد وقعوا في الشرك؛ فنقول: إنكم مشركون وإن فعلكم هذا من الشرك؛ إذا كنتم تذبحون للقبور، وتتعبدون عندها، وتتحرون الصلاة عندها، وتفضلون ذلك على عبادة الله، وعلى طاعته في المساجد، تفضلون الصلاة عندها على الصلاة في المساجد، وتفضلون دعاء هذا الميت؛ هذا المقبور على دعاء الله السميع القريب؛ فقد أشركتم شئتم أم أبيتم، ولو سميتم ذلك توسلا واستشفاعا وتبركا وتقربا؛ فإنه لا يفيدكم، فأنتم مشركون إلا أن تتوبوا. نعم.
س: يقول: من الشبهات التي يتشبث بها المستغيثون بغير الله آيات كثيرة تدل على الاستجابة بأصحاب القبور لتفريج قربات من سألهم؛ إجابة دعواهم، والله عز وجل إنما عاب . المشركين بأن..، فكيف يرد على هذه الشبه؟
في الحقيقة ليس هناك نفع لهذه المعبودات، وما يحصل إنما هو ابتلاء وامتحان؛ يعني إذا قدر مثلا أنه دعا السيد، قال يا سيدي: انتقم لي من فلان، فقدر أن هذا الذي دعا عليه أصيب بمصيبة أو مات؛ فهذا ليس بسبب دعوته، وليس بتأثير ذلك المقبور، وإنما هو قضاء، وقدر وقد يكون أيضا فتنة؛ فتنة ليظهر من يعبد الله ومن يعبد غير الله، ولكن الأكثر أنها لا تنفعهم، وقد كان المشركون الأولون يعبدون معبوداتهم من الأشجار والأحجار، ويسمعون كلاما حولها؛ يظنون أنها هي التي تخاطبهم، وكذلك أيضا قد تجاب دعوتهم، يأتيهم رحمة وغيث ونحو ذلك ابتلاء وامتحانا، وليس ذلك بتأثير الأشجار والأحجار، وإنما هو من الله تعالى، فمن سبر أحوالهم عرف أنها لا تفيدهم، وإنما تقع هذه الوقائع على وجه المصادفة. نعم.
س: يقول: هناك من يقول: إن التوسل بالمقبور جائز، وذلك أن التوسل بالعمل الصالح جائز، والعمل مخلوق؛ فعليه يكون التوسل بالمقبور جائزا، فكيف الرد على هذه الشبهة؟
العمل لا شك أنه عمل الإنسان وأنه يفيده؛ يرحمه الله تعالى بسبب عمله، عمله الصالح؛ كما يعاقبه بسبب عمله السيئ؛ فإذا توسل إلى الله تعالى بأعماله الصالحة؛ فكأنه يقول: أسألك يا رب، لا أسأل غيرك؛ فإني عبدك المؤمن المصلي الصائم، من أعمالي أني قد تصدقت بكتابك وقرأت كتابك، واتبعت ما فيه، من أعمالي أني صدقت نبيك واتبعت سيرته وسنته، ومن أعمالي: أني أقمت شعائر الإسلام؛ يتوسل بأعماله الصالحة يرجو أن الله تعالى قد قبلها، وأنه يظهر عليه أثرها. فعمل الإنسان ولو كان الإنسان مخلوقا وعمله مخلوقا فإنه يضاف إليه وينفعه، ولا ينفع الإنسان إلا ما عمل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ .
وأما التوسل بالمخلوق: فإن كان حيا فالتوسل بدعائه جائز؛ كأن يقول: يا أخي، بصفتك من عباد الله الصالحين، أشركني في دعواتك ادع ربك لي أن يمحو عني سيئاتي وأن يتوب علي، فهذا جائز، ورد أنه: ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: آمين، ولك بمثل .
فلا مانع أن تطلب من أخيك أن يدعو لك أو توصيه بأن يدعو لك؛ فهذا توسل بدعائه وهو حي، فأما بعد الموت: فقد انقطع عمله إذا مات ابن آدم انقطع عمله فكيف مع ذلك يدعى أو يتوسل به؟
يجوز التوسل بمحبة الصالحين، والمحبة تعتبر عملا صالحا؛ فإذا سألت الله وقلت: يا ربي، أسألك بأني أحبك وأحب عبادك الصالحين، أتوسل إليك بمحبتي لك وبمن أحببتهم وبالأعمال الصالحة التي تحبها أن ترحمني وأن تغفر لي؛ فهذا أيضا عملك، المحبة عمل قلبي، فإذا توسلت بها توسلت بعمل ينسب إليك. نعم.
س: يقول السؤال: لماذا نلاحظ عدم تركيز الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على توحيد الأسماء والصفات وذلك في كتبه التي صنفها؟
يظهر أنه اهتم بتوحيد العبادة لكثرة من خالفه، ولكثرة من أنكروا عليه، فأخذوا يضللونه ويكفرونه ويقاتلون أتباعه ويحذرون منهم؛ فجعل اهتمامه في توحيد العبادة ومناقشة شبهاتهم التي يدلون بها عليه، وأكب على ذلك، ولا شك أيضا أنه يثبت الأسماء والصفات؛ كما يدل على ذلك استنباطاته التي في كتاب التوحيد، المسائل التي في كتاب التوحيد: إذا جاء ذكر الصفة أثبتها، إذا مر بصفة لله كقوله: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة استنبط منها إثبات صفة الوجه وأشباه ذلك، وهكذا أيضا تلاميذه تكلموا أيضا على توحيد الصفات. نعم.
س: يقول السائل: ما حكم قول القائل: اللهم إنا نتوسل إليك بحبك لنبينا؟
يجوز أن يقول: نتوسل إليك بحبنا لنبيك، يعني: بعملنا وهو أننا نحب نبيك، وأما حب الله تعالى؛ فإنما يحصل لمن أحبهم؛ فلا يجوز أن تقول: بحبك لفلان؛ كأنك تقول: بحبك له أتوسل إليك بكونه محبوبا عندك. أما إذا توسلت بفعلك؛ فلا بأس؛ بحبي لنبيك وبحبي لك وبحبي لأوليائك وهكذا. نعم.
س: يقول السؤال: كيف نرد على من .. جواز اتخاذ القبور مساجد بأن قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مسجده؟
لما مات النبي -صلى الله عليه وسلم- دفن في حجرته، وكانت حجرته خارجة من المسجد، منفصلة عنه، ثم سبب ذلك: ما ذكرت عائشة قالت: لما نزل برسول الله -صلى الله عليه وسلم- طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا أغتم بها كشفها فقال هو كذلك: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا، قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا أو خشي.
فتقول: إنهم لو أبرزوه وجعلوه بارزا؛ لخيف أن الناس يقصدونه ويتخذونه مسجدا؛ يعني: موضع سجود، يعني يسجدون عنده، يصلون عنده. فهذا هو السبب في أنه دفن في حجرته؛ ليكون أبعد لأن يتخذ مسجدا؛ يعني أن يصان في هذه الحجرة، وقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- دعا الله: اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد كما في الموطأ وغيره.
ولما كان في خلافة الوليد بن عبد الملك وكثرت الفتوحات عنده، أراد أن يوسع المسجد النبوي كما وسع غيره من المساجد، ولما احتيج إلى التوسعة احتيج إلى إدخال الحجرات؛ يعني بيوت زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك بعد موت الصحابة بالمدينة لم يكن هناك بالمدينة أحد خالف؛ يعني حي في ذلك العهد، فرأى أن يلزم أهل الفتوى أن يفتوا بجواز ذلك؛ فأفتى بعضهم مكرها، وامتنع بعضهم من الفتوى بجواز ذلك.
ولكن يقولون: دعت التوسعة إلى إدخال الحجرات، ومن جملتها حجرة عائشة ثم إن السلف لما أنهم أدخلوه جعلوا الحجرة في زاوية مثلثة حتى لا يتمكن أحد من استقبال قبره، يقول ابن القيم رحمه الله:
فأجـاب رب العالمـين دعـاءه
وأحـاطـه بثـلاثـة الجـدران
ثم بعد ذلك جاءت الدولة التركية، وكانوا ممن انتشر فيهم تعظيم القبور والمشاهد، وصاروا يعظمون تلك المشاهد ونحوها، وهم الذين بنوا هذه القبة، وهم الذين جعلوا هذه الدائرة حوله، ولكن إلى الآن -والحمد لله- وقد صانه الله تعالى أن يطاف به أو يتمسح بحيطانه أو ما أشبه ذلك. نعم.
س: يقول السؤال: ذكرتم تفسير قول الله تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ فإلى من يعود الضمير في قوله: وَقَاتِلُوهُمْ ؟
يعود إلى المشركين والكفار الذين دينهم لغير الله تعالى؛ أي قاتلوا الناس الذين يدينون بغير دين الله تعالى؛ حتى يكون الدين كله لله، واستدل بهذه الآية على قتال المشركين كلهم، ولكن ذكروا أنها مقيدة بقوله تعالى: قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ إلى قوله: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ يعني أهل الكتاب أنهم يقرون على دينهم إذا بذلوا الجزية والتزموا بالصغار، وإلا فبقية الكفار لا يقرون على أديانهم يقاتلون حتى يكون الدين كله لله. نعم.
س: يقول السائل: ما الأمور التي تعين العبد على تكميل العبودية في الظاهر والباطن لله -عز وجل-؟
الأمور هذه منها: استحضار عظمة الله تعالى، والتفكر في آياته ومخلوقاته، ومنها: التحقق من تصديق القلب بما جاء عن الله تعالى في كتابه، وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومنها: استحضار الثواب والعقاب الذي رتبه الله تعالى على الطاعات، وعلى المعاصي؛ فإذا استحضر العبد ذلك، واستحضر أن ربه تعالى يراه عبد الله كما قال -صلى الله عليه وسلم- في تفسير الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك أي استحضر أنك ترى الله؛ ليكون ذلك أدعى إلى حضور قلبك وإلى خشوعك، وإلى إخلاصك وإلى خوفك من الله الخوف الشديد، وكذلك استحضر أنك بمرأى ومسمع من الله تعالى، وأنك لا تخفى عليه وأنه معك يراقبك ويراك: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ وذلك من الأسباب والأسباب كثيرة. نعم.
س: أثابكم الله فضيلة الشيخ! يقول السائل: لماذا أدخل العلماء مسائل متعددة في كتب عديدة مثل مسح الخفين والسمع والطاعة والأخلاق وغيرها؟
لأن الخلاف فيها مع المبتدعة، فلما كانوا يذكرون خلافات المبتدعة ذكروا ما خالف فيه المبتدعة.
فمسح الخفين أنكره الخوارج، وأنكره في زماننا الرافضة والإباضية، وهو من السنة كان العلماء يقررونه في مقرارتهم حتى قال: ابن المبارك - رحمه الله- إن الرجل ليسألني عن حكم المسح على الخفين فأظنه من أهل الأهواء؛ يعني إذا سألني عرفت أنه من أهل الأهواء، يعني من أهل البدع؛ وذلك لأن الذين ينكرون ذلك يكذبون بالأحاديث أو يطعنون في رواتها كالرافضة، مع أن الرافضة من عقيدتهم مسح القدمين، لا يغسلونها مع ثبوت الأحاديث التي في مسح الخفين وغسل القدمين.
وأما السمع والطاعة فإن الخلاف فيه مع المبتدعة؛ أولهم الخوارج الذين يرون عدم طاعة الوالي إذا أظهر أية معصية، ثم تبعه المعتزلة، ولا يزالون على هذه العقيدة يرون أن من واجبهم أن يخرجوا على الأئمة إذا رأوا منهم منكرا، ويسمون ذلك في عقيدتهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
عقيدة المعتزلة تنبني على خمسة الأصول المشهورة والتي شرحها عالمهم وكبيرهم القاضي عبد الجبار الهمداني له كتب مطبوعة تؤيد عقيدتهم، أوسعها كتابه الذي سماه المغني طبع - مع الأسف- محققا في أربعة عشر مجلدا، وطبع أيضا له كتاب اسمه الأصول الخمسة يعني التي بنوا عليها معتقدهم؛ أولها: التوحيد ويعنون به إنكار الصفات، وثانيها: العدل ويعنون بها إنكار قدرة الله، وثالثها: منزلة بين المنزلتين ويعنون بها إخراج العاصي من الإسلام، وعدم إدخاله في الكفر، ورابعها: إنفاذ الوعيد أي تخليد العصاة في النار، وخامسها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويعنون به الخروج على الأئمة. نعم.
س: يقول السائل: فضيلة الشيخ ذكرت حفظك الله أن أهل كل زمان يقومون بما يرونه مهما في زمانهم، وقد انتشر في هذا الزمان فتنة من أكبر فتن الشرك كما قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وكما في حديث عدي بن حاتم وهي تلك في الحكم بغير ما أنزل الله، والتحاكم إلى الطاغوت وهذا يناقض التوحيد، وهناك من يهون بخطورة هذا الشرك فما توجيهكم حفظكم الله؟
لا شك أيضا أن هذا مما تمكن في هذه الأزمنة، فالكثير من الدول عطلوا الحكم الشرعي، وقننوا لهم قوانين، وجعلوها بدل حكم الله تلك القوانين الوضعية، وكذلك كثير من العادات في البوادي يسمونها العادات ويسمونها السلوك.
والعلماء في هذه البلدة أي في المملكة قد ردوا على ذلك، فمن أشهر من كتب في ذلك الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- في رسالة مطبوعة التي في الرد على القوانين وعلى من يحكمون بغير شرع الله، وبيان حكمهم.
وقد تقدمه أيضا الشيخ محمد بن الوهاب فأنه لما ذكر رءوس الطواغيت عد منهم من حكم بغير ما أنزل الله.
ولا شك أن تلك القوانين التي يرتضيها كثير من الدول صارت في نظرهم أنها شريعة يرجع إليها، ويقدمونها على الشرع.
هذا دليل على أنهم لم يقتنعوا بشرع الله، ويدعون أنه لا يناسب زمانهم وأنه وأنه.
فيرجع إلى ما كتبه علماء الأمة، بل يرجع إلى القرآن الذي فند طرق هؤلاء القانونيين وكفرهم في قوله: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ والآيتان بعدها، وقوله: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ونحو ذلك. نعم.

س: أثابكم الله، يقول السائل: شيخنا الفاضل حفظك الله ما هو أفضل كتاب يبين دعوة الإمام محمد بن الوهاب ويفند الشبهات حوله أفيدونا أثابكم الله.
هناك تراجم له؛ يعني في بيان دعوته ومن أشهرها كتاب لعالم يقال له: أحمد بن حجر الآن يوجد شيخ كبير في قطر الكتاب اسمه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته وقدم له سماحة الشيخ، أو صححه الشيخ ابن باز رحمه الله لما طبع الطبعة الثانية.
فنحيل أيضا إلى كتب الردود الضياء الشارق للشيخ سليمان بن سحمان أيضا ذكر في مقدمته ترجمة للشيخ محمد بن عبد الوهاب كذلك تأريخ نجد للشيخ ابن غنام حسين بن غنام كتاب اسمه روضة الأذكار والأفهام لمرتادي حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام ؛ يمكن في مجلدين، المجلد الأول يتعلق بسيرة الشيخ وبكثير من رسائله، والثاني بغزواته التي كانت في عهده. كذلك أيضا عنوان المجد في تأريخ نجد لابن بشر أيضا ذكر فيه تأريخ الدعوة وسيرته وسيرة بعض تلاميذه وتلاميذهم، والحوادث إلى حدود سنة ألف ومائتين وسبعين.
كذلك كتب كتبها كثير من المتأخرين في بحوث قدمت في أسبوع الشيخ محمد بن الوهاب الذي أقامته جامعة الإمام قبل ثلاث وعشرين سنة ونحوه، هذه مراجع تتعلق ببيان الدعوة وببيان حقيقتها. نعم.
س: يقول السائل: ما هي نصيحتكم فضيلة الشيخ لمن يريد أن يدرس علم التوحيد؟ وكيف يحقق ذلك في نفسه؟
فننصح بأن يقرأ هذا الكتاب، كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، ويقرأ شروحه أوسعها تيسير العزيز الحميد ثم يليه فتح المجيد، ثم يليه إبطال التنديد.
وله أيضا شروح أخرى متأخرة للشيخ محمد بن عثيمين حفظه الله وغيره من الشروح كذلك أيضا بقية رسائل الشيخ مفيد المستفيد فيه- أيضا- فوائد، وكذلك رسائله الأخرى ورسائل تلاميذه، من أراد أن يدرس علم هذا التوحيد. وكان شيخنا محمد بن إبراهيم - رحمه الله- له عناية بكتاب التوحيد، وله معرفة بمقاصده، إذا شرحه يشرح فيه قواعد وفوائد تدل على عمق معرفته- رحمه الله- إلا أنه في زمانه ما خرجت هذه التسجيلات، لو سجلت لأفادت فائدة كبيرة، ولكن تلاميذه أخذوا منه بعض التقارير يمكن أن توجد عند كثير من آل الشيخ ومن حفدته ومن تلاميذه، وأيضا إذا أراد أن يعرف هذا في كتب الآخرين.
يقال: أيضا كتب المتقدمين التوسل والوسيلة لابن تيمية ورسالة الواسطة، وغير ذلك مما أشرنا إليه. نعم.
س: أثابكم الله، يقول السائل: كيف نجمع بين قول الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وأن الملك عند نفخ روح في الجنين يكتب أشقي هو أم سعيد وقوله تعالى: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ؟
لا شك أن الأمور مقدرة في الأزل، وأن الله تعالى علم في الأزل من هو شقي أو سعيد، وكتب ذلك في أم الكتاب، وهو مما يؤمنون به في أصول القدر وفي أصله، ولكن نؤمن أيضا بأن الله تعالى جعل للشقاء أسبابا وللسعادة أسبابا، أسبابا ظاهرة، وأنه- سبحانه- أعطى الإنسان قوة وقدرة تكون أسبابا للهداية، وتلك القدرة منها الجهاد وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا يعني الذين وفقهم الله وأعانهم وأخذ بقلوبهم وهداهم، فبذلوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله جهاد بالنفس أو باللسان أو بالمال أي نوع من أنواع الجهاد، فإن الله إذا وصفهم بذلك سلك بهم السبل السوية التي توصلهم إلى الصواب.
وكذلك بقية الأعمال التي إذا عملوها صارت سببا فالدعاء سؤال الله تعالى سبب ولو كان مكتوبا، قد علم الله من يدعو وعلم من يستجاب دعاؤه قبل خلق الخلق.
تكلم ابن القيم في أول كتابه الجواب الكافي عن الدعاء؛ يعني ذكر أن الإنسان مأمور بأن يدعو الله تعالى، ثم أورد سؤالا وقال: إذا كان هذا الذي أنا أدعو به قد كتب علي فلا فائدة في دعائي، وإذا لم يكتب لي فلا فائدة في دعائي. فأجاب بأنه مكتوب ومأمور بأن تدعو، فأنت مأمور بأن تدعو أزلا، وجعل دعائك في الأزل سببا، كما جعل أيضا أعمالك الأخرى سببا من أسباب سعادتك، وجعلت المعاصي سببا من أسباب الشقاوة ولو كانت أزلية.
فيؤمن الإنسان بالأمور الأزلية القديمة، ومع ذلك لا ينكر أي أن تكون لها أسباب حسية ظاهرة كالأسباب الظاهرة في أمور المعاش، يعني لكسب المعيشة وفي تحصيل الرزق وفي تحصيل الولد، وفي الأسباب الحسية كالأكل والشرب واللباس وما أشبه ذلك. نعم.

س: أثابكم الله فضيلة الشيخ. يقول السؤال: فضيلة الشيخ ما الفرق بين الأصل والقاعدة في الفقه؟
قعد الفقهاء قواعد، وجعلوها أدلة عامة، وتلك القواعد أخذوها من الأدلة؛ من الآيات ونحوها.
قد تكون نص حديث مثل قوله: لا ضرر ولا ضرار جعلوها قاعدة.
وأما الأصول فاصطلحوا على أنها الأصول التي هي أصول الأدلة؛ كقولهم: الأصول أربعة: الكتاب والسنة والاجماع والقياس، وذكروا أيضا أصولا مختلفًا فيها كقول الصحابي والاستصحاب والمصالح والمرسلة والاستحسان وشرع من قبلنا وبراءة الذمة؛ يسمونها أصولا يعني أنها أصول الأدلة. نعم.
س: يقول السؤال: كيف يعرف العبد أن ما أصابه ابتلاء أو عقوبة وما هي الفروق بين الابتلاء والعقوبة؟
عليه أن يتفقد نفسه، لا شك أن المصائب قد تصيب الأنبياء والأولياء والصالحين، ويكون ذلك لرفع درجاتهم؛ قال رجل: يا رسول الله، إني أحبك، فقال: إن كنت صادقا فأعد للبلاء تجفافا فإن البلاء أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منحدره فالابتلاء يكون للصالحين ولغيرهم.
وأما العقوبة هي العقوبة على ذنب؛ قد تكون قد تنزل بأصحاب الذنوب عقوبات وقد لا تنزل بهم، بل يحصل لهم عافية وسرور وهم مذنبون، ويؤخر عنهم والأدلة على ذلك كثيرة، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ومثل قوله: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وغير ذلك من الأدلة.
س: يقول السؤال: هل يوجد شرح لهذه القواعد الأربع؟
ما أتذكر، قد شرحناها في بعض الدروس يمكن أن يوجد الشرح في بعض التسجيلات، شرحها أيضا كثير من المشائخ فلا بد أنها سجلت شروحا، أما الطبع فما أتذكر ويحتمل. نعم.
س: يقول السؤال: هل صحيح أن الشرك الأصغر أعظم من كبائر الذنوب بإطلاق؟
هكذا ذكر العلماء، روي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا ذكر هذا في كتاب التوحيد، يقول الشارح: لأن حسنة الصدق مع ذنب الشرك أكبر؛ يعني ذنب الشرك مع حسنة الصدق أعظم من سيئة الكذب مع الحلف بالله؛ أي أن الحلف بغير الله شرك والحلف بالله توحيد، والكذب أهون من الشرك. نعم.
س: يقول السؤال: هل اعتراف الكفار بتوحيد الربوبية ينطبق على الكفار في هذا الزمان؟
قد ينطبق، وقد يوجد الدهريون أو ما يسمى بـ الشيوعيون وهؤلاء يصدق عليهم أنهم معاندون لما تقتضيه العقول، حكماء الفلاسفة المتقدمون يعترفون بتوحيد الربوبية ويعترفون بوجود الخالق، إذا رأوا الأدلة العقلية فلذلك يكونون مع ذلك معترفين بتوحيد الربوبية، وأما هؤلاء الشيوعيون فهم معاندون مخالفون لما تقتضيه عقولهم. نعم.
س: يقول السؤال ما الدليل على أن الشرك الأصغر يخرج صاحبه من النار ويدخل الجنة؟
يختلف الشرك الأصغر باختلاف درجاته، فإذا كان مثلًا أنه شرك في أوله، ولكن تمادى مع صاحبه إلى أن صار أكبر صار من الخالدين في النار، وأما إذا كان مجرد تحسين للأعمال ونحو ذلك، فحيث أن صاحبه من أهل التوحيد أصلا يدخل في عموم الآيات والأحاديث التي فيها إخراج أهل التوحيد؛ لأن معه أصل التوحيد. نعم.
س: يقول السؤال فضيلة الشيخ ذكر بعض أهل العلم في الشفاعة المثبتة شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذكروا لها أقساما نرجو ذكرها، وجزاكم الله خيرا؟
تجدونها مذكورة في فتح المجيد وغيره، ذكرها أيضا شارح الطحاوية؛ أكبرها الشفاعة العظمى؛ مجيء الله تعالى لفصل القضاء، ثم الشفاعة لأهل الجنة أن يدخلوها، والشفاعة لبعض أهل الجنة في رفع منازلهم، والشفاعة لأهل الكبائر أن يخرجوا من النار، وهذه الشفاعة يشاركه فيها الأنبياء والأولياء والملائكة، والشفاعة لأبي طالب أن يخفف عنه العذاب. نعم.
س: يقول السؤال: هل يحكم على من مات على الشرك أو الكفر يقينا بالنار سواء أكان كافرا كفرا أصليا أم كفر ردة؟
نعم الأصل أن من مات على الشرك فهو في النار، ذكر الشيخ حديثا عن جابر وعن ابن مسعود في كتاب التوحيد باب الخوف من الشرك: من مات يدعو لله ندا دخل النار وأحاديث كثيرة؛ يعني أن أهل الشرك هم من أهل النار، والمراد بهم المصرون على الشرك. نعم.
س: يقول السؤال: فضيلة الشيخ الحاكم الذي بدل شرع الله تعالى بشريعة وضعية هل يكفر بمجرد فعله، أو لا بد من اعتبار الاعتقاد أيضًا؟
لا شك أن ظاهر الفعل أنه كفر؛ لأنه إذا غير شرع الله وسن شرعا غير شرعه صدق عليه أنه حكم بغير ما أنزل الله؛ فيدخل في قوله: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ يدخل في الآية كل من تعمد تغيير شرع الله، واعترض على الشرع، وادعى أن ما شرعه الآدميون أحسن من شرع الله. نعم.
س: يقول السؤال: من أذنب ذنبا ثم عزم على التوبة والاستغفار وعدم العودة، ثم بعد فترة من الزمن وقع في نفس الذنب هل يكون هذا من الإصرار؟
ورد في بعض الآثار: ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة. إذا كان كلما وقع منه ذنب ندم وتاب واستغفر؛ فإن النفس أمارة بالسوء. نعم.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

line-bottom