اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
شرح القواعد الأربعة
24273 مشاهدة
كلمة عن أهمية التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى-
بسم الله الرحمن الرحيم، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلكَ مباركًا أينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر؛ فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
اعلم -أرشدكَ الله لطاعته- أن الحنيفية ملَّة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصًا له الدين، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ .
فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته، فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أنَّ الصلاة لا تُسمَّى صلاة إلا مع الطهارة فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة، فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل، وصار صاحبه من الخالدين في النار، عرفت أنَّ أهمَّ ما عليك معرفة ذلك، لعل الله أن يخلِّصك من هذه الشبكة، وهي الشرك بالله، الذي قال الله تعالى فيه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه.


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
عرفنا أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- كان مهتما ومعتنيا بتوحيد العبادة، ويسمى التوحيد العملي، أو التوحيد القصدي، والتوحيد الإرادي، والتوحيد الطلبي، وذلك لأنه أمر مطلوب، أمر الله تعالى به عباده لقوله: اعْبُدُوا رَبَّكُمْ فسُمِّي أمريا، وطلبه منهم- يعني طلب منهم أن يتعبدوا به، فسمي طلبيا، وهو أعمال يعملونها، فسمي توحيدا عمليا قصديا، يعني: مقصودٌ كله من العباد، ويسمى التوحيد العملي القصدي الإرادي الطلبي. توحيد العبادة، وتوحيد الألوهية، كان مهتما بذلك، فلذلك ألف فيه هذه الرسائل.
ابتدأ هذه الرسالة كما سمعت بهذا الدعاء، بقوله: أسأل الله الكريم، رب العرش العظيم. توسل إلى الله تعالى بهذه الأسماء: الكريم، وكونه رب العرش العظيم. قد سمى الله تعالى نفسه بهذه الأسماء، وصف نفسه بأنه الكريم، ويُعَبَّدُ بهذا الاسم فيقال عبد الكريم، ووصف نفسه بأنه رب العرش في عدة آيات، والعرش هو السرير الذي خلقه الله تعالى، وخصه بالاستواء عليه. وصف العرش في آية بأنه: المجيد، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ وقيل: إن المجيد اسم للرب، ووصف بالكرم في قوله: رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ في سورة المؤمنون، ووصف بالعظمة في آخر التوبة في قوله: رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وفي سورة النمل فدل ذلك على أنه من صفات الله أنه رب العرش.
وهذا من التوسل بأسماء الله تعالى التي أمر بأن يدعى بها، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا أي: توسلوا بأسمائه بين يدي الدعاء، فإن هذا التوسل يسدد أو يكون كوسيلة لقبول الأدعية، ولإجابة الله لمن توسل بها، وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا أي توسلوا بأسمائه وادعوه بموجبها رجاء أن يستجاب لكم. وقد أكثر العلماء رحمهم الله من ذكر الأسماء والصفات التي يتوسل بها بين يدي الدعاء.