شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
محاضرات بعنوان: عناية السلف بالحديث الشريف
19870 مشاهدة print word pdf
line-top
ابن عباس يتلقى الحديث عن الصحابة

ومنهم من أخذ من الصحابة. ذكر ابن عباس أنه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الصحابة متوافرين يقول: قلت لشاب من الأنصار: هلم فلنتتبع الصحابة، ونأخذ منهم الأحاديث التي عندهم فإنهم الآن متوافرون. يقول: فقال لي: عجبا لك يا ابن عباس أتظن أن الناس يحتاجون إليك وفيهم الصحابة مجتمعون؟ قال: فتركته وصرت أتتبع الصحابة؛ آخذ ما عندهم من الأحاديث. يذكر لي الحديث عند أحدهم من المهاجرين أو من الأنصار فآتي إليه، وأطرق إليه الباب فيقولون: إنه نائم في وسط النهار؛ في القيلولة فأجلس عند بابه؛ تسفي الريح في وجهي في حر الشمس حتى يستيقظ، فإذا خرج ورآني قال: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. هلا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول: العلم أحق أن يؤتى إليه فما زلت كذلك. يقول: فبعد مدة كنت أجلس للحديث؛ رآني ذلك الشاب الذي كان في سني فقال: أنت أفقه مني. يعني: رآني وإذا هو جاهل لا يحفظ شيئا، ولم يروِ شيئا مما كنت قد حفظته.
هكذا جاء في هذا الحديث ابن عباس رضي الله عنهما يمكن أنه ما حفظ من النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلا؛ نحو عشرين حديثا البقية أخذها من الصحابة. روى نحو ألفين من الأحاديث المرفوعة حفظها.

line-bottom