(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
محاضرات بعنوان: عناية السلف بالحديث الشريف
13014 مشاهدة
من شكك في السنة ورواتها والرد عليه

ثم حدث في المتأخرين مَنْ شَكَّكَ في هذه الأحاديث؛ مع أنها مروية بالأسانيد، فظهر رجل في مصر يقال له: أبو رية وألف كتابا سماه (أضواء على السنة المحمدية) شحنه بالشكوك؛ التشكيك في الأحاديث، والتشكيك في الرواة، وحمل على أبي هريرة وجعله كذابا مفتريا، وحمل على الزهري وذلك لأن أبا هريرة أكثرهم حديثا، والزُّهري هو الذي حفظ السنة في زمن التابعين، وجعله أيضا كذابا، ورماه بأنه كان يغشى الملوك، وبأنه، وبأنه...، ومع ذلك راج كتابه على كثير، واشتروه بغالي الأثمان-والعياذ بالله-. رد عليه كثير من العلماء-رحمهم الله- رد عليه محمد عبد الرزاق حمزة بكتابه الذي سماه (ظلمات أبي رية على أضواء السنة المحمدية) وهو مطبوع، ورد عليه أيضا عبد الرحمن المُعَلمي -رحمه الله- اليماني ورده أيضا مطبوع، ورد عليه أيضا علماء من مصر بكتاب اسمه (دفاع عن السنة المحمدية) وغيرهم ممن انتصروا للأحاديث، وكذلك أيضا مصطفى السباعي -رحمه الله- ألف كتابه الذي سماه (السنة) وهو أيضا مطبوع.
فكل ذلك دليل على أن العلماء المتقدمين -رحمهم الله- اهتموا بالأحاديث، وخدموها خدمة تامة، فما علينا إلا أن ننهل من كتبهم، ونقرأ فيها، ونعرف ما فيها أيضا من الأحاديث المقبولة وغيرها.