القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
محاضرات بعنوان: عناية السلف بالحديث الشريف
17713 مشاهدة print word pdf
line-top
دور الشيخ ناصر الدين الألباني في الحكم على الأحاديث

من جملة الذين اشتغلوا بالسنة وبالأحاديث الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- فإنه اشتغل بالسنة. رزقه الله تعالى مراجع وتيسرت له الكتب الحديثية المطبوعة والمخطوطة، وتيسرت له كتب الرجال فعرف الرجال الموثوقين وغيرهم، فصار شغله الشاغل تخريج الأحاديث وذِكْر درجتها، فأفرد الأحاديث الصحيحة في سنن أبي داود والأحاديث الضعيفة؛ صحيح سنن أبي داود وضعيفها، وصحيح سنن الترمذي وضعيفها، وصحيح سنن النسائي وضعيفها، وصحيح سنن ابن ماجه وضعيفها. جعل كل واحد على حدة، وكان الأفضل لو جمعها في كتاب واحد. يعني لأن في هذا شيئا من التكرار. يذكر الحديث الصحيح في أربعة كتب ولفظه واحد، ويذكر الحديث الضعيف في أربعة كتب ولفظه واحد، فلو اختصره فقال مثلا: صحيح كتب السنن الأربعة وضعيف كتب السنن الأربعة لكان أولى.
وكذلك أيضا اشتغل بالجامع الصغير الذي ألفه السيوطي في الأحاديث اللفظية. ذكر فيه؛ جعله قسمين: صحيح الجامع الصغير، وضعيف الجامع الصغير. كل واحد في ثلاثة مجلدات كبار. كذلك أيضا اشتغل بكتاب المنذري الذي هو (الترغيب والترهيب) وجعله قسمين أيضا: ضعيف، وصحيح. ولو مثلا أنه ضمه مع غيره لكان أسهل، وكذلك أيضا خرَّج أحاديث (منار السبيل) وهو أحد الكتب الفقهية التي في مذهب الإمام أحمد لأنه كان كثيرا ما يستدل بأحاديث وآثار فاشتغل بها وسماه (إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل) وطُبِعَ في ثمانية مجلدات صغار مما يدل على عنايته -رحمه الله- بالسنة واجتهاده في خدمتها، وهكذا أيضا تخريج أحاديث كتاب سيد سابق أيضا خرَّجه، وجمع فيه ما كان في هذا الكتاب.
وبكل حال فإن السنة -والحمد لله- مخدومة قديما وحديثا، وهناك من يدافع عنها وما علينا إلا أن نقرأها، ونعمل بما كان صحيحا، ونتجنب ما كان ضعيفا.
نكتفي بهذا، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على محمد.

line-bottom