تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
79313 مشاهدة
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه

صلى عليــه ربنــا ومجــدا
والآل والصحــب دوامــا سرمــدا
الصلاة من الله: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، ومنهم من يقول: الصلاة من الله الرحمة، هكذا اشتهر عن الفقهاء، وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سألوه قالوا: كيف نصلي عليك ؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم أو على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على آل إبراهيم ؛ يعني الصلاة على آل إبراهيم ذكرت في قوله: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ والبركة ذكرت في وَبَرَكَاتُهُ .
فلما ذكر الله تعالى أن الملائكة قالوا: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ أخذ من هذه الآية أن الله صلى على آل إبراهيم بقوله: رَحْمَةُ اللَّهِ وَبارَكَ على آل إبراهيم في قوله: وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ فهذه رحمته التي هي صلاة، وبركته التي في قوله: وَبَرَكَاتُهُ ؛ مع أن ذلك أيضا جاء في أول التشهد ولكن بلفظ السلام: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
ولكن جاء في أثر رواه البخاري عن أبي العالية قال: صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، فهذا عن صلاته، والأصل أن الصلاة هي الدعاء كما تعرفون، في قوله تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ أي: ادع لهم؛ ومع ذلك كان -عليه الصلاة والسلام- إذا جاءه أحد بصدقته يقول: اللهم صل على آل فلان، يقول ابن أبي أوفى فجاءه أبي بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى فالمراد: ارحمهم واغفر لهم.
فالصلاة في الأصل هي الدعاء، ولكن استعملت خاصة في الصلوات الخمس؛ لأنها مشتملة على الدعاء، ثم استعملت في الصلاة على الأنبياء وغيرهم، يجوز الصلاة على غير النبي، ولكن لا تتخذ عادة .
صلـى عليه ربـنا ومجـدا
.........................
(والتمجيد) هو: المدح والإظهار، مجده الله يعني رفع مكانته.
......................................
والآل والصـحــب دوامــا سرمــدا
أي وصلى على آله، آله هم أهل بيته، هكذا يرجح شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ يقول: آله وجد في الروايات أخرى اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته ؛ فدل على أن آله يدخل فيهم أزواجه وذريته وأقاربه كأعمامه وبني أعمامه.
وذهب آخرون إلى أن آله هم أتباعه على دينه، وأن جميع أمته الذين تمسكوا بشريعته فإنهم من آله، ونظم ذلك بعضهم في بيتين تجدونهما في أول نيل الأوطار للشوكاني يقول:
آل النبـي هــمُ أتبــاع مـلتــه
مَـن كان مِن عجـم منهم ومن عـرب
لو لـم يـكـن آلــه إلا قرابتــه
صلـى المصلـي على الطـاغي أبي لهب
ولكن الذين قالوا: إن آله أقاربه استخرجوا منهم من مات كافرا كأبي لهب .
وأما الصحب فهم الذين صحبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته؛ يعني آمنوا به في حياته وجالسوه ورأوه، كل من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به مصدقا فإنه من الصحابة، يقول: (دواما سرمدا)؛ يعني صلاة وسلاما دائمين لا ينقطعان.