إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
الافتراق والاختلاف
7563 مشاهدة
تذكير الآكل ناسيا في الصوم

كذلك -أيضا- مما وقع فيه الخلاف: إذا رأيت إنسانًا يأكل ناسِيًا صيامه؛ يأكل أو يشرب في نهار رمضان؛ فهل تُذَكِّره أم لا تُذَكِّره؟ الصحيح أنك تُذَكِّرُهُ؛ ولو كان هذا رزقا رزقه الله إياه؛ كما ورد ذلك في الحديث في قوله -صلى الله عليه وسلم- مَنْ نَسِيَ وهو صائم، فأكل أو شرب، فَلْيُتِمَّ صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه ؛ فمثل هذا إذا رأيناه يأكل علنا أمام الناس نقول له: أَمْسِكْ؛ فإنك صائم؛ لأنه يُحِبُّ منا ذلك، يُحِبُّ أن نُذَكِّرَهُ؛ حتى يُتِمَّ صيامه؛ ولأن هذا منكر، إذا رأيناه عَلَنًا لا نُقِرُّ هذا المنكر؛ ولو كان رزقا رزقه الله إياه؛ بل نقول: أَمْسِكْ، وَدَعْ هذا؛ فإنك صائم، أو تَذَكَّرْ صيامك؛ هذا هو الصحيح، ومَنْ ذهب إلى عدم تذكيره؛ فإنه يعتبر مُخْطِئًا؛ هذا هو الصحيح.