شرح القواعد الأربعة
عبادة الأشجار والأحجار من دون الله تعالى
...............................................................................
وكذلك ذكر الله أيضا أنهم يعبدون الأشجار كشجرة العزى، ويعبدون الأحجار كحجر مناة واللات ونحوها؛ ولهذا قال تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
الجواب محذوف؛ تقديره: أخبروني ماذا تفيدكم وما فائدتها؟!
ثم قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فهذا معنى أخبروني، رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
قرأه بعضهم بتشديد التاء اللاتّ، والقراءة المشهورة بالتخفيف رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
أما العزى فهي شجرات بوادي نخلة اسم> بين مكة اسم> والطائف اسم> كان المشركون يعبدونها وبالأخص من أهل مكة اسم> وكانوا يحلفون في أيمانهم واللات والعزى، ولما أسلموا بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها خالد بن الوليد اسم> فقطّع تلك الشجرات، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> هل رأيت شيئا قال: لا، قال: فارجع فإنك لم تصنع شيئا، فلما رجع وأخذ يقطعها رأى شيطانة يعني جنية فعلاها بالسيف فقتلها وقال تلك العزى رسم> وذلك لأن المشركين عندما يدعون هذه الشجرات يسمعون صوتا، ويخبرهم بشيء من الأشياء؛ افعلوا كذا وأطيعوا كذا، وسوف يحدث لكم كذا وكذا، وهذا صوت هذا الشيطان، أو هذا الجني الذي يتكلم من أصل تلك الشجرة.
وإلا فهم يعرفون أن الأشجار يأتي عليها الموت وأنها تموت، وأنها كانت معدومة ثم نبتت وأنها لا تنفع ولا تضر كسائر بقية الشجرات، ولكن لما زين لهم الشيطان هذه الشجرة وأن فيها فائدة وتكلم فيها صوتها عند ذلك عبدوها.
ومثلها أيضا مناة؛ بناية بالمشلل. عند قديد كان الأنصار أهل المدينة اسم> الأوس والخزرج يحرمون منها، وكان يراق عندها الدماء يعني الذبائح، قيل: إنها سميت مناة لكثرة ما يمنى عندها من الدماء؛ يعني ما يراق عليها، ما يذبح عندها من القرابين، وقيل: إنهم اشتقوا لها اسما من اسم الله تعالى المنان، أو أنها تمن عليهم يعني تعطيهم وتنفعهم.
بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها عليا اسم> فهدمها، وللمشركين الأولين معبودات كثيرة كما لقوم إبراهيم اسم> تلك المعبودات التي كانوا ينحتونها.
ذكر أيضا دليلا أو قصة ذات أنواط اسم> شجرة كانت في المشركين من ثقيف وهوازن ونحوهم، كانوا يعلقون؛ يجعلوا فيها عرى من حبال أو خيوط ويسمونها أنواط؛ يعني عرى ينوطون يعلقون بها أسلحتهم؛ يدعون أنهم إذا علقوا فيها السيف أو الخنجر أو الرمح كان أنكى له وأشد لوطئه عندما يقاتلون به، وذلك بلا شك اعتقاد في هذه الشجرة التي هي مخلوقة.
بعض الصحابة كانوا حديثا عهدهم بالشرك، ولما تذكروا شجرة هؤلاء المشركين التي هي ذات أنواط اسم> ومروا بشجرة شبيهة بها فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط اسم> كما لهم ذات أنواط اسم> ؛ يعني شجرة نعلق فيها أسلحتنا حتى تنالها بركتها رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
النبي -صلى الله عليه وسلم- شبه مقالة هؤلاء بذات أنواط اسم> بمقالة أولئك؛ بمقالة بني إسرائيل رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
الواقع أيضا أن المشركين المتأخرين عندهم مثل ذلك، ذكر ابن الغنام اسم> في تأريخه روضة الأذكار والأفهام أن هناك نخلة- نخل يعني فحل في الدرعية- يقول في تأريخه: والمرأة إذا تأخر عنها الزواج ولم ترغب فيها الأزواج تأتي إلى ذلك الفحل وتضمه، وتقول: يا فحل الفحول أريد زوجا قبل الحول. يعني في زعمهم أن هذه النخلة تجيبهم، وأنها يحصل لها أنها تتزوج. وإذا قدر أنها تزوجت على وجه الصدفة، قالوا: نفعها فحل الفحول.
وذكر أيضا أن هناك كهفا يعني غار في جبل؛ يزعمون أن ابنة الأمير أرادها بعض أهل السوق بفاحشة، فلجأت إلى ذلك الغار فاحتفظت واحتمت به ولم يقدر عليها، فكانوا يعظمون ذلك الغار؛ يأتون إليه بالأدهان يصبونها عليه ويتمسحون بحجارته ويرجون بركته؛ وهذا بلا شك شبيه بعادات الجاهلية.
وذكروا أيضا في التاريخ أنه كان هناك شجرة في بلدة العيينة اسم> وأنهم يعتقدون فيها، وأنهم يأتون إليها ويتبركون بها ويتمسحون بها فيزعمون أنها تفيدهم وتنفعهم، ولما قام الشيخ -رحمه الله تعالى- في دعوته قال: اقطعوا الشجرة فكأنهم خافوا، وقالوا: كيف نتجرأ على قطعها، إن من قطعها شلت يداه أو عقد أو أقعد أو اختطفت نفسه؛ لأنهم يعتقدون فيها؛ اعتقاد الجاهلية، عند ذلك قال: أنا أبدأ فأقطعها فلما بدأ يقطعها بالفأس وانتهى من قطعها، وساعده عليها بعض تلاميذه ظنوا أنه لا يصبح إلا وقد مات؛ انتقمت منه هذه الشجرة، فلما أصبح سليما سويا عرفوا أنهم على جهل.
مسألة>