شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
باب علامة الإيمان حب الأنصار
قال -رحمه الله تعالى-
باب علامة الإيمان: حب الأنصار.
حدثنا أبو الوليد اسم> قال: حدثنا شعبة اسم> قال: أخبرني عبد الله بن عبد الله بن جبر اسم> قال: سمعت أنسا اسم> -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> آية الإيمان: حب الأنصار. وآية النفاق: بغض الأنصار متن_ح> رسم> .
الذين أسلموا لما دعاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وكانوا بالمدينة اسم> وعندهم ثلاث طوائف من اليهود، واليهود أهل كتاب، وقد عرض اليهود من كتابهم أنه قرب زمن بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرفون ذلك في كتبهم كما قال تعالى: رسم> الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ قرآن> رسم> فكان اليهود يهددون الأنصار، ويقولون: قد جاء وقت نبي يبعث، نتبعه ونقاتلكم معه. كلما حصل بينهم وبين الأنصار قتال أو فتنة ذكروا لهم هذا النبي، أنه قد حان وقت خروج نبي يبعثه الله، فنتبعه ونقتلكم معه، فكثر كلامهم في ذكر هذا النبي، وكانوا يظنون أنه يبعث منهم، يبعث من بني إسرائيل، فبعث الله تعالى محمدا اسم> -صلى الله عليه وسلم- من العرب من مكة اسم> المكرمة التي هي أشرف البقاع، وبها بيته الحرام، وبعثه من قريش وهم من أشرف القبائل.
فلما بعث.. العرب لا يعرفون كلمة نبي ولا رسول، وكانوا يعبدون الأصنام، فصاروا يردون دعوته، ولما جاء أهل المدينة اسم> عرض عليهم دعوته، وأنه نبي، فعند ذلك قالوا: هذا النبي الذي تخوفكم به اليهود فاسبقوا إليه، وبادروا إلى تصديقه قبل أن يسبقوكم. وعلموا علامات النبوة، وعرفوا صدقه، وصفاته، فصدقوه وبايعوه، ثم التزموا أن ينصروه؛ أن ينصروه مما ينصرون منه أبناءهم وأهليهم وأولادهم، ثم وعدهم أنه يخرج إليهم؛ يعني: إلى المدينة اسم> فهاجر إلى المدينة اسم> ولما بعث من غير اليهود حسدوا العرب وكذبوه.
فالأنصار -رضي الله عنهم- حازوا قصب السبق، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر لهم فضله عليهم، فيقول: رسم> ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ ألم أجدكم متفرقين فجمعكم الله بي؟ فيقولون: الله ورسوله أمن. فيقول: ألا تجيبون؟ ألا تقولون: جئتنا وحيدا فآويناك، وجئتنا مكذبا فصدقناك؟ فقالوا: المنة لله ولرسوله رسم> . فسماهم الأنصار، وكان لهم هذا الفضل، فكان على بقية المؤمنين محبتهم؛ أن يحبوهم، قد ذكرهم الله تعالى، قال تعالى: رسم> وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ قرآن> رسم> هؤلاء هم الأنصار، وقال تعالى: رسم> لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ قرآن> رسم> وقال تعالى: رسم> وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ قرآن> رسم> وقال تعالى: رسم> إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا قرآن> رسم> آووا إخوانهم ونصروهم، فذكرهم الله تعالى في هذه الآيات فدل على فضلهم.
فلذلك.. علينا أن نحبهم محبة قلبية؛ وإن كنا لم نرهم، ولم نعاصرهم؛ ولكن لما سمعنا صفاتهم، ومبادرتهم بالتصديق، ونصرتهم لله ولرسوله؛ حتى قالوا في غزوة بدر: لو قمت بنا إلى برك الغماد لاتبعناك. وقالوا: لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى اسم> رسم> فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا قرآن> رسم> ؛ بل نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون . فاليهود قالوا: رسم> فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ قرآن> رسم> وهم يقولون: نعم، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون. لا يقولون كما قالت اليهود: رسم> إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ قرآن> رسم> فدل على أنهم فدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأموالهم وأنفسهم، وواسوا إخوانهم من المهاجرين؛ فلذلك محبتهم علامة على الإيمان.
آية الإيمان: حب الأنصار، يعني: محبتهم؛ لأنهم هم الذين نصروا الله ورسوله.
وآية النفاق: بغض الأنصار، الذي يبغضهم كاليهود ونحوهم يعتبر منافقا؛ وذلك لأنهم ما أبغضوهم إلا حسدا؛ مع أنهم بذلوا ما يملكونه في سبيل نصر الإسلام.
ولكن.. ليس هذا خاصا بالأنصار، ذكر في الحديث الذي قبله: رسم> أن يحب المرء لا يحبه إلا لله متن_ح> رسم> فكل من كان من أهل الصلاح فإننا نحبه، ومن أبغضه لصلاحه فإنه منافق، فإذا رأيت الذين يبغضون الدعاة إلى الله، أو يبغضون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، أو يبغضون أهل الصلاح وأهل الاستقامة؛ فإن ذلك علامة نفاقهم، إذا رأيت الذين يتنقصون العباد وأهل الخير، يقولون –مثلا- هذا رجعي، هذا متأخر، هذا متزمت، هذا غالٍ، هذا لم يعرف مستقبله، ولم يعرف ما عليه. فيظنون أن دينه هو الذي أخره، أو أن عبادته هي التي أخرته -كما يعبرون- فمثل هذا -بلا شك- علامة على أنهم منافقين. نعوذ بالله من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق.
قال -رحمه الله تعالى-
باب: حدثنا أبو اليمان اسم> قال: أخبرنا شعيب اسم> عن الزهري اسم> قال: أخبرني أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله اسم> أن عبادة بن الصامت اسم> رضي الله عنه، وكان شهد بدرا، وهو أحد النقباء ليلة العقبة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وحوله عصابة من أصحابه: رسم> بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه متن_ح> رسم> فبايعناه على ذلك.
هذه الخصال .. وهي التي أمر الله تعالى نبيه أن يبايع المؤمنات عليها في قوله تعالى: رسم> يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ قرآن> رسم> هذا الأمر الأول على ترك الشرك -صغيره وكبيره-. ثانيا: رسم> وَلَا يَسْرِقْنَ قرآن> رسم> على ترك السرقة. ثالثا: رسم> وَلَا يَزْنِينَ قرآن> رسم> أي: على ترك الزنا. رابعا: رسم> وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ قرآن> رسم> على ترك قتل الأولاد. خامسا: رسم> وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ قرآن> رسم> يعني: بكذب ونحوه. سادسا: رسم> وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ قرآن> رسم> .
ففي هذا الحديث عبادة بن الصامت اسم> من الأنصار، من الذين شهدوا بيعة الرضوان، وشهدوا العقبة، وشهدوا بدرا، فله فضائل؛ شهد العقبة –يعني- البيعة التي عند العقبة بمكة اسم> في منى اسم> كان النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه من الأنصار سبعون، وبايعهم، وجعل منهم اثني عشر نقيبا، النبي -صلى الله عليه وسلم- كان عنده عصابة من الأنصار، فقال لهم: بايعوني. وكأنها بيعة تجديد؛ وإلا فإنهم قد بايعوه في العقبة، ولا يزالون يبايعونه، وكل من أسلم فإنه يبايعه، وبايعوه في الحديبية، قال الله تعالى: رسم> لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ قرآن> رسم> فالمبايعة معناها: المعاهدة. يقول أحدهم: أبايعك –يعني- أعاهدك عهدا مؤكدا، وألتزم بما تعهده علي، وألتزم بما تأخذه علي، ولا أخالف ما تبايعني عليه.
وإذا كانت هذه البيعة حظي بها هؤلاء فإنها واجبة على كل مسلم؛ كل مسلم عليه أن يعاهد الله على هذه الأعمال الصالحة وعلى ترك الأعمال المحرمة؛ لأن في هذه البيعة التروك؛ لم يذكر البيعة على الصلاة ولا على الصيام ولا على الحج ولا على الجهاد؛ ولكنه ذكر البيعة على ترك المحرمات؛ سواء في آية البيعة التي .... رسم> إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ قرآن> رسم> كان -عليه الصلاة والسلام- يأتيه النساء المؤمنات فيبايعنه؛ ولكنه لا يصافحهن؛ وإنما يقرأ عليهن الآية.
في غزوة الفتح لما فتحت مكة اسم> وبايعه الرجال، اجتمع النساء وجعلن يبايعنه؛ يقرأ عليهن الآية، وكان فيهن هند بنت عتبة اسم> امرأة أبي سفيان اسم> فلما قرأ عليهن الآية رسم> عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا قرآن> رسم> كانوا يعرفون الشرك الذي هو: صرف شيء من العبادة لغير الله. فلم يمانعوا في ذلك، ومعنى ذلك: أنكن عليكن توحيد الله؛ إخلاص العبادة له، وعدم عبادة أحد غيره، وعدم صرف شيء من حق الله لغيره؛ دعاء أو خوفا أو رجاء أو توكلا أو خشوعا أو نحو ذلك من العبادات، ويعرفن –أيضا- السرقة رسم> وَلَا يَسْرِقْنَ قرآن> رسم> أنه الاختلاس، وأخذ المال من حرزه.
كانت امرأة أبي سفيان اسم> تشتكي أن زوجها بخيل شحيح، وأنها تأخذ من ماله بغير علمه؛ تكميلا لنفقته التي يعطيها؛ لا يعطيها إلا نفقة يسيرة لها ولأولادها، فسألت رسم> وقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان اسم> رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي، فهل آخذ من ماله بغير علمه؟ قال: خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف متن_ح> رسم> هذا لا يدخل في السرقة؛ ولو كان أخذا بغير علمه؛ ...لأن لها ولأولادها حقا عليه.
ولما قال: رسم> وَلَا يَزْنِينَ قرآن> رسم> استنكرت، وقالت: وهل تزني الحرة؟ يعني: عيب عندهم أن الحرة تزني؛ إنما الزنا في العبيد، في المماليك، المملوكة هي التي –لدناءتها- تزني، فأما الحرة عند العرب فإنهم يصونونها، وتصون نفسها، وتحفظ نفسها، فكذلك أيضا الرجال الأحرار الذين شرفهم الله تعالى والذين فضلهم، وكذلك أيضا يسر لهم الحصول على النكاح الحلال؛ فإنهم يتعففون بذلك، ويترفعون عن الزنا؛ سواء بحرة أو بأمة أو بغنية أو فقيرة، يمنعون أنفسهم، ولما قال: رسم> وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ قرآن> رسم> تقول: ربيناهم صغارا وقتلتهم أنت يا محمد اسم> في بدر وأحد، تشير إلى أنه قتل أخوها وقتل أبوها وقتل عمها في غزوة بدر.
كان أهل الجاهلية يقتلون الأولاد؛ يقتلون الأنثى خشية العار؛ مخافة أنها تزني فتجلب إليهم عارا وسوءا وخجلا، وبعضهم يقتل حتى الذكور؛ مخافة الفقر، فحرم الله ذلك، وقال: رسم> وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ قرآن> رسم> خشية فقر رسم> نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ قرآن> رسم> تكفل الله تعالى برزقهم، فهو الذي يرزقهم ويرزق آباءهم، ويسهل الأسباب للحصول على الرزق وعلى الطعام الذي يكتفون به ويتقوتون به.
وأما قوله: رسم> وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ قرآن> رسم> فالبهتان: هو الكذب. ومنه القذف؛ وذلك لأنه لما كذب الذين قذفوا عائشة اسم> ورموها بالزنا -رضي الله عنها- قال الله تعالى: رسم> وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ قرآن> رسم> هذا كذب، بهتان؛ البهتان: هو الكذب الصريح. فنهى الله تعالى، ونهى نبيه عن أن يأتي المسلم أو المسلمة بهذا البهتان رسم> وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ قرآن> رسم> الافتراء: هو الكذب. افترى كذا.. يعني: اختلقه دون أن يكون له أصل. ثم قال: رسم> وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ قرآن> رسم> يعني: كل ما أمرت به فإنه معروف، فلا يعصينك فيه؛ ذلك لأنه لا يأمر إلا بخير.
فالحاصل.. أن في هذا أنه -صلى الله عليه وسلم- بايع هؤلاء الصحابة: ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. هذه خصال ستة، يقول عبادة اسم> فبايعناه على ذلك. ثم إنه أخبرهم، وقال: رسم> من أصاب منكم شيئا من هذا متن_ح> رسم> يعني: من اقترف شيئا، يعني: زنا أو سرق أو قتل أو كذب أو فعل معصية، وستره الله تعالى، فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له؛ سيما إذا تاب، إذا استتر بستر الله. ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> من وقع في شيء أو من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه حد الله متن_ح> رسم> .
يعني: إذا وقع إنسان –مثلا- في زنا أو في لواط أو في سكر أو نحو ذلك وستره الله فلا يفشي عن نفسه؛ بل يتوب فيما بينه وبين ربه، ولا يفضح نفسه، ولا يظهر أمره، ...إذا اعترف وقال: نعم، أنا قد فعلت. وجب عليه إقامة الحد، إذا اعترف بالسرقة وجب إقامة الحد بقطع يده اليمنى، إذا اعترف بالزنا وكان محصنا رجم، إن كان غير محصن -لم يتزوج- جلد مائة جلدة، إذا اعترف بالقذف جلد، إذا اعترف بالسكر جلد. وهكذا من أبدى صفحته واعترف وجب إقامة الحد عليه، وأما إذا ستر نفسه فأمره إلى الله، فإن تاب توبة صادقة فالله تعالى يتوب عليه، قال تعالى: رسم> وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ قرآن> رسم> وأما إذا أصر فأمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له؛ لأن الله تعالى أخبر بأنه يغفر ما دون الشرك إذا شاء، قال تعالى: رسم> إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ قرآن> رسم> .
مسألة>