شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
باب زيادة الإيمان ونقصانه
باب زيادة الإيمان ونقصانه وقول الله تعالى: رسم> وَزِدْنَاهُمْ هُدًى قرآن> رسم> رسم> وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا قرآن> رسم> وقال: رسم> الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ قرآن> رسم> فإذا ترك شيئا من الكمال فهو ناقص. حدثنا مسلم بن إبراهيم اسم> قال حدثنا هشام اسم> قال حدثنا قتادة اسم> عن أنس اسم> -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: رسم> يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير متن_ح> رسم>.
قال: أبو عبد الله اسم> قال: أبان اسم> حدثنا قتادة اسم> حدثنا أنس اسم> عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (من إيمان) مكان (من خير). وحدثنا الحسن بن الصباح اسم> سمع جعفر بن عون اسم> قال: حدثنا أبو العميس اسم> قال: أخبرنا قيس بن مسلم اسم> عن طارق بن شهاب اسم> عن عمر بن الخطاب اسم> -رضي الله عنه- أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: رسم> الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا قرآن> رسم> قال: عمر اسم> قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم بعرفة اسم> يوم جمعة.
ذكر زيادة الإيمان وأورد عليه البخاري اسم> أدلة من القرآن كقوله تعالى: في سورة آل عمران رسم> فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ قرآن> رسم> وفي سورة الأنفال رسم> وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا قرآن> رسم> وفي سورة التوبة رسم> أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ قرآن> رسم> وفي سورة المدثر رسم> وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ قرآن> رسم> يقول لا شك أنه إذا كان يزيد دل على أن الأعمال من مسمى الإيمان لأن الأعمال هي التي يزيد بها هي التي يزيد الله تعالى العبد بها إذا كلما تزود من الأعمال الصالحة زاد إيمانه.
ولا شك أنه إذا كان يقبل الزيادة فإنه يقبل النقصان، كل شيء يقبل الزيادة فإنه يقبل النقصان فزيادة الإيمان بالأعمال الصالحة ونقصانه بالسيئات؛ فقراءة القرآن زيادة في الإيمان؛ وقراءة الغناء والطرب نقص في الإيمان؛ سماع الذكر والقرآن والخير يزيد به الإيمان؛ سماع اللهو واللعب والقيل والقال نقص في الإيمان؛ تسبيح الله تعالى وذكره زيادة إيمان؛ السباب والشتم والغيبة والنميمة نقص في الإيمان، وهكذا.
من الأدلة أيضا تفاوت أهل الإيمان حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن بعض من يدخل النار معهم إيمان ولكنه إيمان ضعيف فيخرجون لأجل الإيمان الذي معهم فيخرج الله من كان في قلبه مثقال شعيرة حبة شعير من إيمان ماذا تزن؟ شيئا يسيرا؛ ثم يقول أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال برة حبة من بر ماذا تزن؟ ولكنها تكون من جملة الإيمان؛ كذلك أيضا يخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة. (الذرة) هي النملة الصغيرة يخرجه الله –تعالى- من النار وذلك دليل على أن الإيمان يتضاعف وهناك من يكون الإيمان في قلبه أرسى من الجبال وأثقل من الصخور وهناك من لا يكون في قلبه إلا مثقال ذرة أو نحوها وهناك من لا يكون في قلبه شيء وهم الكفار ونحوهم، فالحاصل أن هذا دليل على أن أهل الإيمان يتفاوتون وأما الآية الكريمة رسم> الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ قرآن> رسم> يدل على أن من لم يأت بالدين كله فإنه لا يكون دينه كاملا.
كانت الشريعة تنزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئا فشيئا كلما ألِفُوا شيئا فرضه الله عليهم؛ وكان آخر ما فرض عليهم الحج؛ الحج إلى البيت فحج النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين للناس مناسكهم وبعدما وقف بعرفة اسم> وتمت هذه الحجة وتم هذا النسك أنزل الله عليه هذه الآية في سورة المائدة رسم> الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا قرآن> رسم> يوم شريف لما سمعها بعض اليهود قالوا: ذلك اليوم الذي نزلت عليكم هذه الآية يوم شريف لو كانت نزلت علينا لجعلنا ذلك اليوم عيدا فأخبرهم عمر اسم> -رضي الله عنه- بأنه يوم عيد لنا نزلت عليه بيوم عرفة اسم> الذي هو أفضل أيامنا والذي وافق أيضا يوم جمعة.
فيكون ذلك دليل على أنه فرضه الله –تعالى- وأنه جعله عيدا للمسلمين يحتفلون فيه ويجتمعون فيه في ذلك المكان العظيم؛ ذكر الله –تعالى- أنه في ذلك اليوم أكمل الدين فيدل على أن من لم يأت بالدين كله الذي فرضه الله فإنه يعتبر قد نقص من دينه نقص من عبادته ونقص من ديانته فلا يكون دينه كاملا بل يكون ناقصا وهذا دليل على أن الإسلام والدين والإيمان يتفاوت أهله.
فمثلا الذي ما أتى بالحج لا يزال دينه ناقصا سيما إذا كان قادرا عليه أما إذا أتى به فإن الله –تعالى- إذا كمل الدين أركان الإسلام فإنه يكون دينه كاملا وافيا فكل من نقص شيئا من تعاليم الدين نقص دينه ومن كملها كمل دينه إذا قبله الله تعالى، نقف هاهنا .
مسألة>