شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
باب وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فسماهم المؤمنين
باب: رسم> وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا قرآن> رسم> فسماهم المؤمنين.
حدثنا عبد الرحمن بن المبارك اسم> حدثنا حماد بن زيد اسم> حدثنا أيوب اسم> ويونس اسم> عن الحسن اسم> عن الأحنف بن قيس اسم> قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة اسم> فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل، قال: ارجع، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: رسم> إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فقلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه متن_ح> رسم> .
وهذا أيضا من شعب الكفر وهو الحرص على قتل المسلمين أو قتالهم، في هذه القصة أن عليًّا اسم> -رضي الله عنه- لما خرج عليه أهل العراق اسم> توجه إليهم ليردهم إلى طاعته مع أنهم مسلمون.
الأحنف بن قيس اسم> من القادة والسادة كان مشهورا في قومه مطاعا وكان جريئا شجاعا، فتوجه لينصر عليًّا اسم> مع أن القتال بين المسلمين، فنصحه أبو بكرة نفيع بن الحارث الثقفي اسم> وقال له: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فتعجبوا وقالوا: هذا القاتل قتل مسلما فما بال المقتول؟ فقال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه متن_ح> رسم>.
هكذا جاء في هذا الحديث أن محبة الكفر أو محبة قتال المسلمين خصلة من خصال أهل النار، وأن الذي يكون حريصا على قتل صاحبه يستحق العذاب، وهذا من أحاديث الوعيد، إذا قيل إنه في النار فنقول: إذا لم يعف الله عنه، أو نقول: إذا دخل النار فإنه لا يخلد فيها إذا كان مؤمنا أو إذا كان من أهل الإسلام الظاهر.
ولا شك أن عليًّا اسم> -رضي الله عنه- كان ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يقال: إنه خاض ما لا يحل له، ولكنه توجه لقتال أولئك الخارجين عليه لأجل جمع الكلمة؛ لأجل أن تجتمع كلمة المسلمين ولا يكونون متفرقين، قاتل معه الأحنف اسم> وغيره ونصروه، وكان بعد ما انفصلت الحرب انفصلت وتمت البيعة لمعاوية اسم> وصار هو الخليفة استسلم له أيضا، ومدحه معاوية اسم> وقال: إن هذا الرجل إذا غضب يغضب له عشرون ألفا من قومه لا يسألونه مما غضب، يعني: أنهم يطيعونه ويقاتلون معه على أية حال، فلما كان سيدا مطاعا في قومه أحب أن ينصر عليًّا اسم> وتم ذلك كما هو الواقع.
مسألة>