إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
62734 مشاهدة print word pdf
line-top
باب قيام ليلة القدر من الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.قال البخاري في صحيحه باب: قيام ليلة القدر من الإيمان. قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب قال: حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يقم ليلة القدر، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه .


السلام عليكم ورحمة الله، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على ... رسول الله وعلى آله وصحبه.
البخاري -رحمه الله- على معتقد أهل السنة والجماعة، وأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان. ومن الأعمال الصلوات فرائضها ونوافلها فهي من الإيمان؛ أي: أنها من جملة خصال الإيمان؛ لأن الأعمال كلها من الإيمان وتسمى خصال الإيمان أو شعب الإيمان.
فمن ذلك قيام ليلة القدر، ليلة القدر التي ذكر الله تعالى أنه أنزل القرآن فيها إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فمن قامها إيمانا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه.
إيمانا يعني: أن قيامها يزيد في الإيمان، أو أن قيامها من جملة الإيمان، أو أنه قامها لأجل الإيمان؛ الإيمان الذي في قلبه. والاحتساب: طلب الأجر، احتسابا يعني: طلب الأجر والثواب.
ذكر الله تعالى أنه يغفر له ما تقدم من ذنبه، أي: إذا قامها محتسبا فإن الله تعالى يغفر له ذنوبه ليلة واحدة. مع أن الله تعالى أخفاها في ليالي شهر رمضان حتى يجتهد العبد في قيام تلك الليالي رجاء أن يصيبها؛ فيغفر الله له ما تقدم من ذنوبه.

line-bottom