شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
باب تطوع قيام رمضان من الإيمان
قال رحمه الله: باب تطوع قيام رمضان من الإيمان: حدثنا إسماعيل اسم> قال: حدثني مالك اسم> عن ابن شهاب اسم> عن حميد بن عبد الرحمن اسم> عن أبي هريرة اسم> -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> من قام رمضان إيمانا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه متن_ح> رسم> .
قيام رمضان: الصلاة في لياليه. وهذه أيضا من الأعمال التي يحبها الله؛ فإنه يحب أن يتطوع العباد بجنس ما فرضه عليهم. فرض الله الصلاة وأحب أن يتقربوا بجنسها يعني: بنوافل. وفرض الصيام وأحب أن يتقربوا بنوافل التي هي صيام التطوع. وفرض الصدقة كالزكاة وأحب أن يتطوعوا بجنسها يعني: صدقات التطوع والتبرعات وما أشبهها.
فمن جنس الصلاة قيام رمضان. جاء في هذا الحديث أن رسم> من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متن_ح> رسم> يعني: لم يحمله إلا الإيمان حمله الإيمان، أو أن قيامه زيادة في الإيمان. يحصل هذا الأجر لمن احتسب وصبر وقام ليالي رمضان من أوله إلى آخره.
قيل: يحصل لمن قام نصف كل ليلة أو ثلثها متهجدا متطوعا؛ وذلك لأن الله تعالى أمر نبيه بذلك في قوله: رسم> يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ قرآن> رسم> هكذا أمره. ثم أخبر بعد ذلك بامتثاله فقال: رسم> إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ قرآن> رسم> يعني: قريبا من ثلثي الليل. رسم> وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ قرآن> رسم> أي: وتقوم ثلثه.
وهذا فعله -صلى الله عليه وسلم- طوال السنة. ولا شك أن رمضان أولى بأن يهتم به؛ ففي هذا الحديث أن رسم> من قام رمضان متن_ح> رسم> يعني: قام لياليه. فله هذا الأجر إذا احتسب، وكان احتسابه أن يحمله على ذلك الإيمان بالله والاحتساب؛ الإيمان الذي امتلأ به قلبه، والاحتساب الذي هو طلب الأجر.
مسألة>