شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
باب: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> الدين النصيحة لله ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم متن_ح> رسم> وقوله تعالى: رسم> إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ قرآن> رسم> .
حدثنا مسدد اسم> قال: حدثنا يحيى اسم> عن إسماعيل اسم> قال: حدثنا قيس بن أبي حازم اسم> عن جرير بن عبد الله اسم> قال: رسم> بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم متن_ح> رسم>.
حدثنا أبو النعمان اسم> قال: حدثنا أبو عوانة اسم> عن زياد بن علاقة اسم> قال: سمعت جرير بن عبد الله اسم> يقول يوم مات المغيرة بن شعبة اسم> قام فحمد الله وأثنى عليه، وقال: عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له، والوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير، فإنما يأتيكم الآن، ثم قال: استعفوا لأميركم فإنه كان يحب العفو. ثم قال: أما بعد رسم> فإني أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله أبايعك على الإسلام. فشرط علي: والنصح لكل مسلم. فبايعته على هذا، ورب هذا المسجد إني لناصح لكم، ثم استغفر ونزل متن_ح> رسم> .
رسم> الدين النصيحة متن_ح> رسم> يعني: النصيحة هي إخلاص المودة، يقولون: نصح العسل. يعني: صفاه وخلصه من الشوائب، والمخلص هو الصافي، والناصح هو المخلص.
النصيحة لله تعالى هي الإيمان به وعبادته، والنصيحة للنبي -صلى الله عليه وسلم- هي تصديقه واتباعه، والنصيحة لأئمة المسلمين يعني: ملوك الإسلام هي طاعتهم في غير معصية وذكر محاسنهم والاعتذار عن مساوئهم، والنصيحة لعامة المسلمين إرشادهم وتوجيههم وتعليمهم.
... تميم الداري اسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> الدين النصيحة. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم متن_ح> رسم> وجاء البخاري اسم> بحديث جرير اسم> جرير بن عبد الله البجلي اسم> كان من أجلاء الصحابة، ذكر أنه أسلم متأخرا، يقول: رسم> بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم متن_ح> رسم> النصيحة لكل المسلمين، لقنه ذلك حتى يكون مخلصا لكل مسلم، فالنصيحة من الإيمان.
وفي هذه القصة الرواية الثانية كان المغيرة بن شعبة اسم> أميرا على الكوفة اسم> في العراق اسم> فلما مات لا بد أنهم يحتاجون إلى أمير بدله، كان جرير اسم> عندهم وكان من الصحابة وكان من أسنهم وأفضلهم، فعند ذلك قام وصعد المنبر وخطبهم حمد الله تعالى وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له. أي: اتقوا الله تعالى واعبدوه وحده لا شريك له، وعليكم بالوقار الذي هو التواضع والتؤدة والتأني، وعليكم بالسكينة التي هي عدم التشويش وعدم الحركة وعدم الكلام الذي فيه ضرر، اسكنوا واحترموا إخوانكم حتى يأتيكم أمير بعد أميركم، حتى يُرسَل إليكم أمير، وكان الملك في ذلك الوقت هو معاوية اسم> الذي هو أمير المؤمنين.
يقول: فإنما يأتيكم الآن. يعني: إذا علم بأن أميركم مات فلا بد أنه يرسل إليكم أمير يتولى أموركم، فاسمعوا له وأطيعوا ولا تختلفوا، واصبروا واسكنوا حتى يأتيكم، ثم قال: استعفوا لأميركم الذي مات استعفوا له. يعني: اطلبوا له العفو من الله تعالى قولوا: اللهم اعف عنه فإنه كان يحب العفو، يعني: كأنه كان حليما يعفو عمن أساء إليه.
ثم ذكر جرير اسم> يقول: أما بعد: رسم> فإني أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله أبايعك على الإسلام متن_ح> رسم> لما كان -عليه الصلاة والسلام- كلما جاءه من يبايعه شرط عليه شروطا كذا وكذا، يقول: فقال: شرط علي رسم> النصح لكل مسلم متن_ح> رسم> فالتزم جرير اسم> بالنصح لكل مسلم.
يقول: بايعته على ذلك، ثم حلف بقوله: ورب هذا المسجد إني لناصح لكم، ثم استغفر ونزل، فدل على أن النصيحة داخلة في مسمى الإيمان.
نكتفي بهذا والله أعلم وصلى الله على محمد اسم> .
مسألة>