جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
40352 مشاهدة
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فهذه مجموعة من الأسئلة تم توجيهها إلى فضيلة شيخنا العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين- نفع الله المسلمين بعلمه وأجزل له المثوبة- عن نبي الله عيسى -عليه السلام- حتى تزال الشبهات، وتتضح الأمور التي قد تلتبس على بعض عوام المسلمين في قصة حمله ودعوته ورفعه إلى السماء، وغير ذلك من الأمور المتعلقة به -عليه السلام-.
وهذه الأجوبة أقدمها هدية لكل مغترب في البلاد التي تدين بالنصرانية خاصة، ولكل طالب علم ومسلم عامة.
ولقد قمت بعزو الآيات وتخريج الأحاديث وذكر كلام أهل العلم تعزيزا لفتاوى الشيخ، وبيان الراجح إن أمكن الترجيح، ثم ذكرت المراجع لمن أراد التوسع في أي مسألة من المسائل التي أجاب عنها الشيخ، وهذه الفتاوى في هذا الموضوع المهم قد تكون الأولى خاصة، ونحن اليوم نعيش في زمان أصبح الإنسان يتكلم في أمريكا ويراه ويسمعه من في أوروبا وآسيا مما جعل المنظمات والجمعيات النصرانية تستغل هذا الانفتاح الإعلامي لنشر شبهاتهم التي قد يغتر بها ضعاف الإيمان. فكانت الفكرة بعمل هذه الفتاوى.
سائلا المولى أن يسددنا في أقوالنا وأعمالنا، وأن يرزقنا الإخلاص في كل شيء، وأن يجزي فضيلة الشيخ خيرا على ما قدم، وأن يثقل بها موازينه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه
الفقير إلى عفو ربه
علي بن عبد الله بن عبد الله العماري
الدمام في
4 \ 2 \ 1418 هـ
ص. ب: (4344) الدمام
الرمز البريدي 31491