جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
40351 مشاهدة
نصيحة إلى نصارى العرب

[س 13 ]: ما نصيحتكم- سلمكم الله- إلى نصارى العرب، خاصة الذين يتكلمون بلغة القرآن الكريم، وإلى جميع النصارى عامة الذين يرفعون عيسى -عليه السلام- إلى مرتبة الألوهية؟ وما الكتب التي تنصحونهم بقراءتها حتى تتضح لهم حقيقة عقيدة النصارى؟
الجواب: لا شك أن العرب الذين تنصروا وهم يعرفون اللغة العربية ويفهمون دلالة القرآن وحججه قد انخدعوا وخالفوا المعقول والمنقول، وقد قامت عليهم الحجة، فنصيحتنا لهم أن يفكروا في معتقدهم وديانتهم، فإن قول النصارى بأن عيسى هو الله أو هو ابن الله قول تنكره العقول السليمة والفطر المستقيمة، فقد قال تعالى مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ فهذا بيان أن عيسى مخلوق قد حملته أمه كما تحمل النساء، وولدته بعد أن أخذها الطلق، كما قال تعالى: فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ (أي طلق الولادة)، ثم إنه احتاج إلى المهد في صغره كالأطفال، وجعل الله من آيات قدرته قوله: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ولا شك أنه مع الأكل والشرب يحتاج إلى التخلي وخروج الرجيع كما في غيره، ونحو ذلك من صفة الإنسان، فكيف يقال: إنه ابن الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا؟
ثم إن النصارى يعترفون بأن اليهود قبضوه، وقتلوه، وصلبوه؛ فلهذا يعظم النصارى الصليب؛ لأنه الذي صلب عليه ربهم، وهذا غاية السفه، فإنه يستحق التحطيم والإتلاف فضلا عن الإقرار، وأيضا فلو فكروا في الأدلة التي تثبت أنه مخلوق يولد من أنثى لعرفوا أنه لا يستحق أن يعبد، أو أن يعتقد فيه أنه ابن الله، فهو إنما تميز بالمعجزات التي جعلها الله دلالات على أنه مرسل من ربه كسائر الرسل.
وننصح النصارى بقراءة كتاب (الجواب الصحيح في الرد على عباد المسيح) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقراءة كتاب (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) لابن القيم، وكتاب (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) لابن القيم، وكتاب (الرد على عباد الصليب) لابن معمر، وكتاب (الصراع بين الإسلام والنصرانية) للصعيدي، ونحوها من كتب المتقدمين وغيرهم.