الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
40337 مشاهدة
من لم يؤمن بالإسلام ويتبع شريعته لم يكن من المؤمنين المتقين

[س 17]: يقول تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ هل هذا يعني أنه لا يشترط الدخول في الدين الإسلامي الذي نسخ الشرائع السابقة؟ أفتونا في ذلك.
الجواب: تدل هذه الآية الكريمة على أن كل من آمن بالله تعالى، وبما جاء عنه من الكتاب والشريعة واتقاه حق تقاته، وتوقى محارمه وأسباب سخطه؛ فإن الله تعالى يكفر عنه ما اقترف من السيئات، ولو وصلت إلى الشرك والكفر، فإن الإيمان الصحيح والتقوى التي تقتضي ترك المعاصي والبعد عن جميع الذنوب يحصل بها محو ما سبق من السيئات، والأهلية لدخول جنات النعيم.
ولا شك أن الإيمان يلزم منه الإيمان بهذه الشريعة، وبهذا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ .
والذي نسخ دينه جميع الشرائع واحتوى على كل ما يحتاج إليه البشر، فمن لم يؤمن به ويتبع شريعته لم يكن من المؤمنين المتقين، والله أعلم.