فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
الاستدلال على أن عيسى بشر رسول
[س 6]: ما تقولون- سدد الله خطاكم- فيمن استدل بقول الله تعالى: رسم> إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قرآن> رسم> على أنه بشر رسول، وليس كما يدعي النصارى أنه ابن الله، تعالى عن ذلك علوا كبيرا؟
سؤال> الجواب: لا شك في دلالة الآية على أن عيسى مخلوق، وأن الله تعالى هو الذي خلقه وحده، رأس> فكما أن آدم -عليه السلام- خلقه الله من تراب من غير والد ولا والدة، إنما كونه من التراب والطين وقال له: كن، فكان كما أراد الله تعالى، فكذلك عيسى اسم> -عليه السلام- خلقه من أم بلا أب فقال له: كن، فكان، وتكوَّن في بطن أمه فخرج منها بشرا سويا، وجعل الله فيه علامات تميزه عن سائر الناس حيث تكلم وهو في المهد، وذكر الله من جملة كلامه قوله: رسم> قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا قرآن> رسم> .
قال ابن كثير في التفسير (يقول جل وعلا: رسم> إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ قرآن> رسم> أي في قدرة الله حيثما خلقه من غير أب رسم> كَمَثَلِ آدَمَ قرآن> رسم> حيثما خلقه من غير أب ولا أم، بل رسم> خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ قرآن> رسم> فالذي خلق آدم من غير أب ولا أم قادر على أن يخلق عيسى اسم> من غير أب بطريق الأولى والأحرى، وإن جاز ادعاء البنوة في عيسى اسم> لكونه مخلوقا من غير أب فجواز ذلك في آدم بطريق الأولى، ومعلوم بالاتفاق أن ذلك باطل فدعواه في عيسى اسم> أشد بطلانا وأظهر فسادا، ولكن الرب -جل جلاله- أراد أن يظهر قدرته لخلقه حين خلق آدم لا من ذكر ولا من أنثى، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى وخلق عيسى اسم> من أنثى بلا ذكر كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى. اهـ .
مسألة>