اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
48508 مشاهدة print word pdf
line-top
مقدمة فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، وختم به الأديان، وأرسل به محمدا -صلى الله عليه وسلم- إلى جميع نوع الإنسان، أحمده وأشكره أن هدانا للإسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، فصلى الله وملائكته وجميع خلقه عليه كما دعا إلى الإسلام وعرف به وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
فقد رفع إلينا الأخ في الله الشيخ علي بن عبد الله العماري أسئلة تتعلق بالمسيح عيسى ابن مريم فيما نعتقده فيه، وما ورد في خروجه آخر الزمان، وما أثير حول نزوله، وما قال فيه أهل الكتابين، والجواب عن شبهاتهم، وقد كتبت عنها ما تيسر من الأجوبة حسب ما ظهر لي، ومن غير بحث في الكتب القديمة والحديثة ولا قراءة في كتب القوم، وإنما اعتمدت على ما أحفظه ويكون هو الظاهر المتبادر إلى الفهم، والذي يفهم من الكتاب العزيز ومن السنة الصحيحة، وقد يسر الله إتمامها حسب الجهد الذي هو جهد المقل وقدرة المفلس، ولكن لم يكن بد من الجواب؛ للحاجة الماسة ولكثرة الشبهات التي قد تروج على الجهلة والأغبياء؛ ليكون المسلم على بصيرة من دينه، وليعرف المنصفون من أهل الكتاب بطلان ما هم عليه وضياعهم في عقائدهم، وأعمالهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة. والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
4 \ 2 \ 1418 هـ

line-bottom