تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
40376 مشاهدة
نصيحة إلى نصارى العرب

[س 13 ]: ما نصيحتكم- سلمكم الله- إلى نصارى العرب، خاصة الذين يتكلمون بلغة القرآن الكريم، وإلى جميع النصارى عامة الذين يرفعون عيسى -عليه السلام- إلى مرتبة الألوهية؟ وما الكتب التي تنصحونهم بقراءتها حتى تتضح لهم حقيقة عقيدة النصارى؟
الجواب: لا شك أن العرب الذين تنصروا وهم يعرفون اللغة العربية ويفهمون دلالة القرآن وحججه قد انخدعوا وخالفوا المعقول والمنقول، وقد قامت عليهم الحجة، فنصيحتنا لهم أن يفكروا في معتقدهم وديانتهم، فإن قول النصارى بأن عيسى هو الله أو هو ابن الله قول تنكره العقول السليمة والفطر المستقيمة، فقد قال تعالى مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ فهذا بيان أن عيسى مخلوق قد حملته أمه كما تحمل النساء، وولدته بعد أن أخذها الطلق، كما قال تعالى: فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ (أي طلق الولادة)، ثم إنه احتاج إلى المهد في صغره كالأطفال، وجعل الله من آيات قدرته قوله: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ولا شك أنه مع الأكل والشرب يحتاج إلى التخلي وخروج الرجيع كما في غيره، ونحو ذلك من صفة الإنسان، فكيف يقال: إنه ابن الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا؟
ثم إن النصارى يعترفون بأن اليهود قبضوه، وقتلوه، وصلبوه؛ فلهذا يعظم النصارى الصليب؛ لأنه الذي صلب عليه ربهم، وهذا غاية السفه، فإنه يستحق التحطيم والإتلاف فضلا عن الإقرار، وأيضا فلو فكروا في الأدلة التي تثبت أنه مخلوق يولد من أنثى لعرفوا أنه لا يستحق أن يعبد، أو أن يعتقد فيه أنه ابن الله، فهو إنما تميز بالمعجزات التي جعلها الله دلالات على أنه مرسل من ربه كسائر الرسل.
وننصح النصارى بقراءة كتاب (الجواب الصحيح في الرد على عباد المسيح) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقراءة كتاب (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) لابن القيم، وكتاب (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) لابن القيم، وكتاب (الرد على عباد الصليب) لابن معمر، وكتاب (الصراع بين الإسلام والنصرانية) للصعيدي، ونحوها من كتب المتقدمين وغيرهم.