فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
دين الأنبياء واحد في باب الاعتقاد والتوحيد
[س 16]: ما الحكم الشرعي في هذه العبارة التي يرددها بعض عوام المسلمين: ( موسى اسم> بدين و عيسى اسم> بدين) حيث يفهم من هذه العبارة أن الأنبياء دينهم مختلف، نرجو توضيح هذا الأمر؟
سؤال> الجواب: هذا الكلام ليس صحيحا على إطلاقه، فإن دين الأنبياء واحد في باب الاعتقاد والتوحيد، رأس> فقد قال تعالى: رسم> وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ قرآن> رسم> فأخبر بأن رسول كل أمة دعاهم قائلا: اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، أي أخلصوا له العبادة، واتركوا عبادة الطواغيت، وهي كل ما يعبد من دون الله، وقال تعالى: رسم> وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ قرآن> رسم> أي كل واحد من الرسل أوحى الله تعالى إليه أن يدعو إلى (لا إله إلا الله) وإلى عبادة الله، وأخبر تعالى أن كل رسول بدأ دعوته بقوله: رسم> اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قرآن> رسم> .
وقد روى الإمام أحمد وأبو داود وابن جرير عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد متن_ح> رسم> . وروى البخاري عن أبي سلمة وأبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم اسم> في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد متن_ح> رسم> . وفي رواية: رسم> إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد متن_ح> رسم> وفي الباب أحاديث بهذا المعنى، فأخبر بأن دينهم واحد يعني في التوحيد، وأمهاتهم شتى أي الملل والشرائع، وهو معنى قوله تعالى: رسم> لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا قرآن> رسم> أي سبيلا وسنة في الفروع، فالعبادات الفرعية في زمن موسى مخالفة لمن قبله بعض المخالفة، وكذا وجد خلاف في شريعة عيسى اسم> ؛ فقد أحل لهم بعض الأشياء التي كانت محرمة عليهم، والله أعلم.
مسألة>