إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
41590 مشاهدة
مما يدل على سخافة عقول وضعف تفكير النصارى

[س 39]: نرى في البلدان التي تدين بالنصرانية صلبانا عليها شخص مصلوب مجرد من الملابس، باستثناء العورة المغلظة، ويقصدون بذلك المصلوب عيسى -عليه السلام- فكيف يكون عيسى ابن الله كما يزعمون ومصورا بتلك الصور المخلة بالأدب والاحترام؟ فهل من تعليق أو إضافة، سدد الله خطاكم؟
الجواب: إنه لدليل سخافة العقول، وضعف التفكير، فإن أدنى نظر في هذه الحالة يدل على الخطأ الواضح البعيد عن الصواب، فإن الله تعالى ولي المؤمنين وناصرهم، وقد نصر عبده ورسوله عيسى -عليه السلام- ورفعه من بين أيدي أعدائه ونجاه من كيدهم وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ولكن النصارى الذين غلوا فيه وأطروه ورفعوه عن العبودية لربه، وهي أشرف مقامات الإنسان، ثم مع ذلك تنقصوه وتنقصوا ربه -عز وجل- الذي اعتقدوه والده، فإن إهانته وصلبه وخلع ملابسه ونصبه على هذه الخشبة دليل عجزه وضعفه عن مقاومة اليهود، بل وعجز والده الذي هو رب العالمين الذي بيده الملك، وله الخلق والأمر، وهو المتصرف في الوجود كما يريد، وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. فيقال للنصارى: لقد أهنتم ربكم واستضعفتموه، حيث صلب ابنه وعري وأوثق مهينا ضعيفا لم ينصره أبوه بزعمكم، فمثله لا يصلح أن يكون ربا وخالقا، تعالى وتقدس عما يقوله الكافرون والظالمون علوا كبيرا) .