تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
فوائد من شرح منار السبيل الجزء الثالث
15601 مشاهدة
وجوبها وشروطها

499\200 باب زكاة الفطر


قال شيخنا -حفظه الله تعالى- زكاة الفطر كان الأنسب أن تُجْعل بعد كتاب الصيام؛ لأنها متصلة برمضان، ولكنهم أفردوها؛ لأنها مال وتتبع الأموال الزكوية.
وسميت زكاة الفطر؛ لأنها تخرج بعد الفطر من رمضان، وشرعت زكاة الفطر طُهرة للصائم وطُعمة للمساكين
ولو قيل: كيف يكون طهرة للصائم مع إخراجها عن الصغير والمجنون والنفساء والحائض وهم لم يصوموا؟ فنقول: إنها طهرة للمكلفين، سواء أدوا الصيام في وقته، أو أخروه لعذر، فإنهم يحتاجون إلى تطهير، وأخرجت عن غير المكلفين تبعا لغيرهم.
* * * 500\200 (تجب بأول ليلة العيد، فمن مات أو أعسر قبل الغروب، فلا زكاة عليه)

قال شيخنا -حفظه الله- ولو أسلم بعد الغروب لم تجب عليه، وكذلك لو اشترى عبدا بعد الغروب، فزكاته على سيده البائع.
* * * 501\200 (وبعده تستقر في ذمته)

قال شيخنا -حفظه الله- كما لو مات بعد الغروب بدقيقة فتجب عليه.
* * * 502\200 (وهي واجبة على كل مسلم)

قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وهذا حكمها ويعاقب من تركها، فهي فريضة، ويدل لذلك قول الصحابة فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ... والفرض قيل: التقدير. أي: قدَّرها. وقيل: الفرض: الإلزام والحتم.
وقالوا أيضا: إن قوله -تعالى- قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى هذا في زكاة الفطر، لكن العمدة في الحديث وفي عمل الناس.
* * * 503\200
(وهي واجبة..)...، لحديث ابن عمر فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين رواه الجماعة .
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- ومن حكمة شرعيتها على الصغير والرقيق والكبير... إلخ من أجل تكثير هذه الصدقة.
* * * 504\200 (وهي واجبة..)... لحديث ابن عمر من المسلمين رواه الجماعة .

قال شيخنا -حفظه الله- هذه الزيادة رواها مالك عن نافع عن ابن عمر ونستفيد من هذه الزيادة أن العبد الكافر لا زكاة عليه
* * * 505\200 (يجد ما يفضل عن قوته، وقوت عياله يوم العيد وليلته)

قال شيخنا -حفظه الله- ولو قال: ما عندي إلا نفقة أسبوع. فنقول له: أخرج زكاة الفطر مما عندك.
* * * 506\201
(فزوجته) لوجوب نفقتها مع الإيسار والإعسار.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- والزوجة تملك الفسخ إذا أعسر.
* * * 507\201
(فأمه) ؛ لقوله للأعرابي حين قال: من أبر؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أباك. .
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وبقية الحديث كما في بعض الروايات: ثم الأقرب فالأقرب .
* * * 508\201
(فأبيه) لما سبق وحديث: أنت ومالك لأبيك .
قال شيخنا -حفظه الله- والجمهور على أن الأم داخلة في ذلك.
* * * 509\201 (فأقرب في الميراث)

قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وترتيب من تلزمه نفقته مذكور في كتاب النفقات.
* * * 510\201
(وتجب على..)...، واختاره أبو الخطاب
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- أبو الخطاب هو حنبلي.
واسمه: محفوظ الكلوذاني وهو تلميذ لأبي يعلى
* * * 511\201 (وتجب على من تبرع بمؤنة شخص شهر رمضان)...

وعنه: لا تلزمه في قول الأكثر، واختاره أبو الخطاب وصححه في المغني، والشرح، وحمل نص أحمد على الاستحباب.
قال شيخنا -حفظه الله- والمشهور في كتب الفقهاء أنها تلزمه، واستدلوا بعموم الحديث: ممن تمونون والقول الآخر: لا تلزمه. قالوا: لأن نفقته غير لازمة، فزكاة الفطر عليه غير لازمة على من ينفق عليه؛ لأنه محسن وما على المحسنين من سبيل.
ولعل القول الثاني هو الأقرب؛ لأن عموم قوله: ممن تمونون خاصة بمن تلزمه النفقة عليهم، بخلاف من تطوع بالنفقة عليه، فلا تلزمه النفقة: كزكاة الفطر.
* * * 512\201 (وتسن عن الجنين)

قال شيخنا -حفظه الله- فهي مستحبة للجنين؛ لأنه تابع لأمه.
* * * 513\201
(وتُسن عن..)..، وتجب على اليتيم، ويخرج عنه وليه من ماله.
قال شيخنا -حفظه الله- لأنها كزكاة المال.
* * * 514\201
(وتُسن عن..)..، وتجب على اليتيم، ويُخرج عنه وليه من ماله.
قال شيخنا -حفظه الله- أي: مال اليتيم. أما إذا كان اليتيم لا يملك مالا، فيُخرج عنه وليه
515\201 (وتُسن عن..)...،

وعموم حديث ابن عمر يقتضي وجوبها عليه.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى- صوابه: حديث ابن عمر رضي الله عنهما.